10:56 am 29/07/2022
| 7855
من المتسبب في خسائر سينو ثروة وأين ذهب جمال القصراوي ؟
الكلام عن خسائر شركة سينو ثروة للحفر ، تماماً مثل الحديث عن ديون هيئة البترول ، نفترض ان الهيئة مديونة ب5 مليار جنيه ، فإن الهيئة لها لدى المؤسيات والوزارات الأخرى 20 مليار جنيه ، إذاً ليست خسارة ، بل لابد من البحث عن مصطلح اقتصادي اخر حتى لا تختلط الامور .
ربما بدأت مشاكل شركة سينو ثروة في 2007 عندما تم شراء جهاز الحفر البحري "بحاري"بمبلغ 250 مليون دولار وتم اجبار الشركة على دفع قسط شهري 3 مليون دولار ، ومنذ هذا التاريخ واسعار النفط ترتفع وتنخفض ، ومع الارتفاع والانخفاض تبتلى الشركة بمزيد من الخسائر ، هذا اذا ما وضعنا فى الاعتبار حجم العمالة التي تتقاضى رواتب كبيرة شهرياً .
الشركة ابتليت فى الفترة الاخيرة بخسائر كبيرة ، وصلت ل600 مليون جنيه كلها قروض من البنك الاهلي وخو الشريك الرئيسي في رأس المال .
وعلى الجانب الاخر الشركة لها مستحقات دولارية لدى العديد من الشركات ، ومع وحود ازمة سيولة ، ربما تقاعست الشركات عن الدفع ، وهذا من شأنه جعل الشركة غير قادرة على الاداء بالشكل المطلوب ، مع الوضع فى الاعتبار ان صناعة الحفر صناعة مكلفة للغاية .
البعض يحملون روؤساء الشركة المتعاقبين هذه الخسائر ، لكن الامر عكس الحقيقة ، فماذا يصنع اي رئيس شركة في وجود هذه الازمات المتعاقبة ؟
ومنذ ان صدرت حركة التنفلات امس ، والبعض يقول ان الوزير استبعد المهندس جمال القصراوي لتحقيق الشركة خسائر كبيرة ، وهذا عكس الحقيقة ، فليس جمال القصراوي ولا من سبقوه سبباً رئيسياً واساسياً في تلك الخسائر ، ولن يكون المهندس الجيوشي سبباً ايضاً اذا ما استمرت الشركة على هذا النحو .
هناك سياريوهات كثيرة مطروحة للخلاص من تلك الخسائر ، منها: ان تدفع الشركات ما عليها من مستحقات لسينو ثروة ، او ان تقوم الهيئة بتصفية الشركة والاستحواذ على حصة الشريك الصيني ، او اغلاق الشركة وظهور كيان بمسمى جديد .
هذه السيناريوهات لا نعلم مدى امكانية تنفيذها من عدمه ، فلدى الاقتصاديون بهيئة البترول العديد من المبررات التي تمنع او توافق على تنفيذ اي سيناريو فيهم .
ربما لم تجمعني بالمهندس جمال القصراوي علاقة ، لا من قريب ولا من بعيد وقد لا اعرف شكله ولا توجهاته ، لكن اعرف تاريخه ، وهذا يجعلني ارفض بشدة ان يُقال عنه انه استبعد بقرار من الوزير .
جمال القصراوي ليس من موظفي فطاع البترول المصري ، فقد عمل القصراوي بشركة ادكو الاماراتية لسنوات طويلة، ثم عمل مستشاراً مع الشركة الفرعونية وبعد ذلك مديراً للحفر ، ثم انتقل للعمل بالشركة القابضة للغازات "إيجاس"، ولانه مهندس حفر يملك ادواته تمت الاستعانة به رئيساً لشركة سينو ثروة .
وقد انتهت امس علاقته بالشركة ، وتمت عودته للشركة القابضة خبيراً ، وهناك كلام عن عزمه التقدم باستقالته ، فلديه العديد من الفرص خارجياً .