03:45 pm 17/07/2022
| 2158
النقد الدولي: الحكومات قد تتراجع عن خطوات البنوك المركزية لمكافحة التضخم
قالت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، إن الحكومات بحاجة إلى توجيه دعم تكاليف المعيشة نحو الفئات الأكثر ضعفًا بشكل مركز من أجل تجنب التراجع عما أحرزه محافظو البنوك المركزية من خطوات في مكافحة التضخم.
وأضافت جورجيفا في مقابلة بتلفزيون بلومبرج: "إذا لم تكن المساعدات موجهة بشكل جيد، فقد يؤدي تقديم الدعم للسكان بطريقة غير مستهدفة إلى زيادة الضغوط التي تقود لارتفاع الأسعار، وبالتالي سيكون مطلوبًا من السياسة النقدية اتخاذ مزيد من الإجراءات.. يتم تشديد السياسة النقدية، لكن السياسة المالية يمكن أن تسير في الاتجاه الآخر عن غير قصد".
وتابعت: "علينا أن نحلل بشكل موضوعي الأسباب التي أدت إلى ارتفاع التضخم بشكل كبير"، مشيرة إلى أن تداعيات الحرب جاءت بعد جولات متتالية من الإنفاق المرتبط بمكافحة وباء كوفيد، ومعوقات إنتاج السلع، واختناقات سلاسل التوريد، وبالنسبة للغذاء، زادت مشكلات الطقس من ضغوط التكلفة".
وأكملت جورجيفا: "لقد نما الوعي بشكل أكبر بكثير بشأن قتامة الآفاق الاقتصادية خلال الأشهر القليلة الماضية"، مشيرة إلى أن صندوق النقد الدولي قد خفض توقعات النمو الاقتصادي مرتين هذا العام، وفي غضون أسبوعين سيخفض التوقعات مرة أخرى، قائلة، إن مخاطر الهبوط قد تحققت من الحرب والوباء وتشديد الأوضاع المالية".
وأضافت جورجيفا: "أود أن أذكر كل شخص على استعداد للاستماع إلىغ أنه خلال عامين كان لدينا حدثان لا يمكن تصورهما وباء كوفيد والحرب في أوكرانيا، ما الذي يضمن عدم حدوث صدمة أخرى؟ يجب أن نكون مستعدين لها".
وأوضحت، أن حوالي 30% من الاقتصادات الناشئة والنامية يعاني من أزمة ديون، ويدفعون نحو 10% أو أكثر لخدمة الدين، مؤكدة أن الحصة المتعثرة من الأسواق ذات الدخل المنخفض ارتفعت إلى نحو 60%.
وبالنسبة لسريلانكا، التي تخلفت حكومتها عن السداد في وقت سابق من هذا العام وتجري مناقشات مع صندوق النقد الدولي بشأن إعادة هيكلة الديون، أكدت أنه بمجرد تشكيل حكومة جديدة، سيعود المفاوضون ويحركون محادثات الديون بسرعة كبيرة.
يجري صندوق النقد الدولي محادثات مع العديد من البلدان التي تدهورت آفاقها الاقتصادية في الأشهر الأخيرة، حيث أشارت جورجيفا إلى المناقشات التي تم الانتهاء منها مؤخرًا على مستوى الخبراء في باكستان، حيث كان الهدف هو إعادة الاقتصاد إلى "حيث كان قبل عام واحد فقط".
وأضافت: "كما ركز بنك التنمية تركيزًا شديدًا على تونس ومصر، التي فعلت الكثير من أجل بناء الاحتياطيات".
وقالت جورجيفا إنهم مازالوا يستهدفون إتمام اتفاق مع الدائنين بنهاية شهر يوليو، مضيفة: "لقد سعدت للغاية أن أرى الصين قد تقدمت للمشاركة في رئاسة لجنة الدائنين لزامبيا".
بالنسبة لزامبيا وتشاد، قالت إنها متفائلة بشكل حذر بشأن التقدم في إعادة هيكلة الديون عبر مجموعة العشرين.
وأكدت، أنه لا يوجد حتى الآن عودة إلى الاتجاه الذي استمر ثلاثة عقود، قبل وباء كوفيد، المتمثل في جهود لحاق الأسواق الناشئة بالاقتصادات الأكثر تقدمًا.
وأضافت "وبينما سيولة الدولار بشكل إجمالي وفيرة، إلا أن الأمر يتعلق بالقدرة على تحمل التكاليف أكثر من توافر الدولارات في الوقت الحالي للعديد من البلدان، خاصة تلك التي شهدت انخفاض لعملاتها وسط ارتفاع التضخم".
وتابعت: "علينا أن نصل إلى استقرار الأسعار مرة أخرى، لأننا إذا لم نفعل ذلك، فسوف تتأثر معنويات المستثمرين والمستهلكين، وتتآكل مستويات الدخل للشعوب، كما ستتأثر سلامة أساسيات النمو بشكل كبير".