02:57 pm 10/07/2022
| رأي
| 2534
د محمد عبدالرؤوف يكتب : "الغُنم بالغُرم"
في ظل ثقافات وأفكار سطحية .. ومديونية مليارية .. وتدني الدخول الأسرية .. وذوبان وتوهان الطبقة المتوسطة .. وسوق إقتصادية مرهقة .. ومنظومة تعليم متواضعة .. وقرارات مركبة في ظل أزمات وجودية ...
طفا علي الماء وظهر علي الأرض أعمال وتنمية تاريخية .. وتسليح مقصود أثبت الواقع ضرورته .. وتنامي القوة الأمنية الداخلية والخارجية لمصارعة الفوضي الأقليمية والمحلية والدولية .. وحملات صحية فاعلة .. وإكتشافات بترولية رائدة .. ومستهدفات نفطية متميزة .. ومحطات إنتاج كهربائية عملاقة .. ومشروعات صناعية ومدن معمارية جديدة تفتتح في ظل أزمات وأعاصير عالمية ..
كل هذا وذاك يربك المشهد من تحول المعارض إلي صامت والصامت إلي مؤيد والمؤيد إلي الأستمرار في التأييد
متسائلين " هل نغنم دون غرامة"
فلا يمكن أن تكون علاقة المواطن بالدولة علاقة منتظر جني النتائج ( الغنائم) وأن يدرك أن علي قدر الغُرم الغنيمة وليس فقط منتفعا ومستفيداً بالنتائج أو منتقداً لها .. ولابد وأن نقاوم المتشائمين ممن يدعون أن حركة التغيير بطيئة ومرهقة ومكلفة مؤكدين أنها مثمرة وناجحة في بلد تزاحم الكبار ..
ويحب علينا أن نتغني بمآثر القيادة الحالية التي تدفع بقوة دفة الأمور نحو حل الملفات الشائكة وتطوير البنية التحتية ومنظومة الأمن والدفاع وتفعيل دور مصر الدولي .. لتتداخل كل هذه الأجراءات لتشكيل الأقتصاد المصري وتقويته ..
فهل يجوز لنا أن "نغنم دون مغرم" .. وهل يجوز لنا أن ننتقد سياسات الدولة في تطوير البنية التحتية والمشروعات والتسليح وفي نفس الوقت ننعم بالأمن والرفاهية وإستخدام المرافق .. وهل يجوز لنا المطالبة بزيادة الدخول وفي نفس الوقت نرفض المحاسبة علي جودة العمل أو الإلتزام بالضوابط .. هل يجوز لنا أن نشجب أغاني المهرجانات وتدني الفن ونساهم بأموالنا في رفاهية وفرعنه النجوم .. أليست هذه كلها غرائم مقابل الغنائم
ومع ذلك تسيير الدولة لتحقيق رؤي أكبر لا نستوعب منها إلا ما يطفو علي السطح في وسائل الأعلام .. ولا يستطيع أي عاقل أن ينكر ما يحدث بمصر من تطور إلا "أعمي" طلب منه وصف حديقة مملؤه بالأشجار والحيوانات .. حفظ الله مصر قيادة وشعباً ..