للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

وفي بطون الهموم خيرات …محمد موافي

وفي بطون الهموم خيرات …محمد موافي

04:40 am 17/06/2022

| رأي

| 3342


أقرأ أيضا: Test

وفي بطون الهموم خيرات …محمد موافي


لا تدري، لعله خير
   أعلم أن حبيبًا من أصحابي حزين لأن أمرًا يظنه خيرًا لم يطرق بابه، فله أقول:
  كذا درّبت نفسي، وأقنعتها أن وراء كل جرحٍ يندمل، ينمو برعمٌ ، ويتجدد أملٌ في عافية ومجد. وأن الحياة تسير وفق نظام بديعٍ، لو بُسط فيه الرزق لأغرانا البغي، لكن الله سبحانه يُنزل بقْدرٍ.
  والقِدرُ تغلي، فنخاف من مائها الساخن الملتهب، 
ووحدهم الأطفال يبتسمون؛ لأن التجربة القريبة تقول لهم: إن من وراء الغليان طعامًا يتهادى ويقترب ليسكن البطون.
 

وفي بطون الهموم خيرات، فلعله خير، دومًا، أرددها: "لعله خير". 
فأكبر الهموم- كما ذكرتُ- تحمل في بطونها خيرًا مدهشًا وفرجًا قريبًا.
وقريبًا تبتسم لنا الأيام، شرط أن ندرك الحكمة من العطاء والأخذ، 
وأن يكون صبرُنا على المنع، مثل سرورنا بالمنح. 
فسبحان من جعل في سواد الليل نجومًا تلمع بعيدة، 
كما الأحلام بعيدة، 
لكنها تسكن قلوب الحالمين العائشين كما الأطفال.
 ومن حكايا طفولتنا: أنه كان لفلاح أرض و حصان و ولد. ذات يوم ركض الحصان للغابة و لم يعُد، فجاء جيران الفلاح يواسونه على ما فقد.
 فقال لهم بهدوء:"ما أدرانا، لعله خير"
بعد يومين، رجع الحصان و معه فرسٌ بريٌّ غير مروض و قويّ، فجاء الجيران يُهنئون.
فقال الفلاح بهدوء :"ما أدرانا لعله شرٌ"
بعد يومين، ركب ابن الفلاح الفرس غير المروض، فسقط و كُسرتْ ساقه، فجاء الجيران يواسونه.
 فأجابهم: "ما أدرانا، لعله خير"
بعد يومين، جاءت الشرطة تبحث عن كل شاب قوي لخدمة الجيش، لكنّ ابن الفلاح ذا الرجل المكسورة، أُعفي من ذلك. 
فجاء الجيران يُهنئون، فقال الفلاح: "ما أدرانا، لعله شر"
فالصبر الصبر.
فإن بالصبر وحده، تظهر حقائق الحادثات وتنجلي الهموم.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟