01:01 pm 05/06/2022
| رأي
| 2129
محمد العليمي يكتب : ما بين إختيار محسوب وقدر مكتوب
للقلب كلمة، وللعقل كلمة، وكلاهما يكونا مايسمى بالاختيار، فالحياة ما هي إلا اختيارات، في البداية نقابل إختيارات حتمية فنحن لم نختر آبائنا ولا عائلاتنا أو أوطاننا ولا الطريقة التي تربينا بها، بالرغم من ذلك فتلك الحتميات أثرت بشكل كبير في اختياراتنا التالية والتي يجيب التعلم منها وتحديداً اختياراتنا الخاطئة لأشخاص أو مواقف لم يستحقوا الفرصة التي منحناها لهم باختيارنا اياهم، فقد تعرضنا لكثير من خيبات الأمل نتيجة لاختيارات خاطئة، وكم من سعادة كانت ستصيبنا لو أننا أحسنا الاختيار.
دائماً ما نردد عبارة قضاء وقدر من دون ان نتحدث عن الاختيار، لقد حملنا تلك العبارة أكثر مما تحتمل ونعلق عليها أحلاماً خشينا الإقدام على تحقيقها، ان إيماننا بالقضاء والقدر هو ركن من أركان الإيمان ولكن ماهو القضاء والقدر؟ وما الفرق بينهما؟ إن القدر هو أفعال العبد التي سيقوم بها في المستقبل والتي يختارها بكامل إرادته ولكن بعلم الله المسبق، فقد منح الله الإنسان إرادة وحرية لتكون أساس التكليف و الابتلاء، أما القضاء فهو ما آل اليه حدوث الوقائع المنقضية والأحكام الإلهية النافذة أي ان القدر هو الكيفية والقضاء هو النتيجة.
الإختيار يبدأ من داخلنا فعندما نختار فنحن نقرر أن نثور على ما بداخلنا من تخاذل وانهزامية، وبهذا نكون قد وضعنا أقدامنا على أول طريق التغيير والنجاح، وعادة الخطأ في الاختيار يكون بسبب نقص في معلومات أو قصور في طريقة تفكيرنا أو في شخصيتنا وحكمنا على الاشياء، كل ما نحتاجه هو وقفة مع النفس ستجعلنا ننظر لأنفسنا بطريقة مختلفة ونتعرف عليه من جديد بإدراك واع، ففي احيان كثيرة تجبرنا الحياة على قبول الكثير من الشروط التي لا نريدها وقد نقع في خطأ ما نتيجة اختيار ما ، ولكن ليس من العدل ان ندمر حياتنا بسبب اختيار واحد خاطئ، وعلينا ان نعي ان الحياة لم تكن أبدا خطأً مستقيماً وإنما هي خطوط متعرجة، متذبذبة، مابين اختيارات جيدة واخرى خاطئة، وفي كل الأحوال نجد أنفسنا باستمرار أمام معضلة الاختيار، ربما لأننا نشعر عندما نختار بأن لدينا سلطة على مجريات الأمور واننا نهرب من قدرنا أو اننا نحاول ان نلحق به، ولكننا نحتاج في كثير من الأحيان أن نقف مع أنفسنا لاسترجاع كل اختياراتنا المتعثرة التي زلت فيها خطواتنا لكن ليس بهدف اللوم والمعاتبة ولكن لكي نتعلم العبرة من العثرة.