04:48 pm 26/03/2022
| رأي
| 2380
أمين عام بحوث البترول يكتب : من المسئول ..السولار أم الدولار ؟
من المسئول عن حاله إرتفاع الأسعار التي يعاني منها الشعب المصري بكل فئاته فقيراً وغنياً؟…من المسئول عن تعكير مزاج المصريين وجعل القاصي والداني يشتكي من ضيق الحال وقلة المال ..ويدفع البعض بحسن نية وربما بسوئها من إلقاء اللوم علي الحكومة المصرية ويحملها المسئولية كاملة .
من المسئول عن إرتفاع سعر برميل البترول الذي إرتفع من مادون ال ٦٥ دولاراً الي ما يزيد علي ال ١٢٠ دولارا وربما يصل في القريب العاجل إلي أعلي من ذلك..من المسئول عن ارتفاع الدولار إلي ما يقرب من ثلاث جنيهات ليصل إلي ما يزيد عن ١٨ جنيها ونصف في خلال أيام وربما القول بأنها ساعات .
وبعيداً عن إلقاء التهم جزافاً..وبعيدا عن الدفاع بدون منطق أو تحيز غير مبرر ..أجزم بأنه لا ذنب للحكومة المصرية في زيادة أسعار البترول أو زيادة سعر الدولار أو إرتفاع أسعار بعض السلع ..حيث طالت حاله التضخم كل دول العالم ووصلت نسبة التضخم للولايات المتحدة الأمريكية ١٠ ٪ لأول مرة منذ عدة عقود ..فارتفعت الأسعار عالميا دون إستذان أو سابق إنذار .. إلي جانب بريطانيا العظمي التي أعلنت منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية أنها سوف ترفع أسعار الطاقة بداية من أبريل القادم دون وعود من الحكومة البريطانية بتقديم دعم لمواطنيها .
لم يفق العالم من التضخم الناتج عن جائحة كورونا والتي أثرت بشكل كبير في الأسعار العالمية وضاعفت أسعار الشحن والنقل ..وأستيقظ العالم مرة أخري علي حرب روسية اوكرانيه علم العالم بأثره ببدايتها ولا يستطيع أحد الجزم بموعد نهايتها ..فلم تسلم مصر من تداعيات الفيروس اللعين والحرب الجارية البعيدة القريبة من كل بلدان العالم ..فالحكومة المصرية بريئة تماما من إتخاذ ثمة أي قرارات أدت إلي إرتفاع السلع في الوقت الحالي .
ولن أدافع عن الحكومة لكونها غير مذنبة ولكن يجدر الذكر بأنها قامت علي مدار السنوات السابقة بإتخاذ كافة التدابير للحد من التأثيرات العالمية علي الأسعار وقامت بإنشاء مصانع المواد الغذائية والمزارع السمكية والصوب الزراعية ولولا ذلك لقفزت الاسعار إلي الضعف علي الأقل ولأصبحنا فريسة للمستغليين تجار الحروب الدوليين .
ولا بد أن ننتبه إلي أن هناك من يقود حملات نقد وهجوم ولا يبغي من ورائها إلا النيل من الدولة المصرية وأبنائها المخلصين ..ولابد وأن نقف مدافعين عن إرادتنا مقاومين ومساندين ومساعدين في حل الأزمة التي لا يد للمصرين فيها ..واثقين في سلامة رؤية القيادة السياسية لكي نجهض المتربصين الذي يستغلون الأزمات المحلية والدولية لكسر وحدة وترابط الشعب المصري وقياداته .. وأنا علي يقين بوعي الشعب المصري رغم آلامه ومعاناته ..وإن شاء الله سوف تتجاوز مصر هذه المحنة كما تجاوزت محن سابقة أشد ضراوة وأكثر خطورة علي مصر والمصريين .. وسنعبر سويا إلي جمهوريتنا الجديدة صفا واحدا شعبا وحكومة ..
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها .
كاتب المقال: أ.د محمد عبدالرؤوف أمين عام بحوث البترول .