06:21 pm 08/03/2022
| مجتمع
| 2361
منذ أكثر من أربعة أعوام دقت رحى ما يشبه الحرب الضروس بين الاستاذ عادل رجب والاستاذ محمد جبران ، كان الأول نقيباً للبترول ، والثاني أميناً عاماً ، دخل الشيطان بينهما فبات كلاً منهما يضمر للأخر شيئ في صدره غير معلن ، لكن النوايا كان من الامكان أن تطيب لو كانت هناك نقطة ألتقاء .
عاصرت الاثنين ، واشهد الله أن قلبيهما أكثر نقاءً ، ربما كان عادل رجب أكثر حمية وانفعالاً ، وكان جبران أكثر صعيدية وكرامة ، ولو وجد بينهما رباط قوي لما انشق الصف ، لكن جاء وقت الانتخابات ، وراقبت وعاينت بنفسي ، كيف كانت الروح الطيبة حكماً بين الإثنين ، وفى الوقت الذي انبرى فيه اشخاص يريدون افساد العُرس في ذلك الوقت ، جاءت الحكمة من محمد جبران عندما اعلنت اللجنة التي كنت واحداً منها فوزه ، ليحتضن عادل رجب ويقبل رأسه ، بل ويجعله عزيزاً مكرماً على رأس نقابة البتروكيماويات المصرية .
وأشهد الله أيضاً ان محمد جبران لم يتفوه منذ هذا التاريخ إلا بالكلم الطيب في حق عادل رجب ، تناسى كل شيئ وأي شيئ ، وهذه شيم الرجال عندما يكبرون ويقودون ويتولون مناصب لجمع الناس وليس تفريقهم .
استحضرت هذه المشاهد من سنوات مضت ، وأنا أشاهد محمد جبران يحتضن عادل رجب في مشهد أقرب بالذي كان منذ أربعة سنوات ، شعرت بشيئ ما ، ربما طيبة القلب ودرأ زلات الزمن ، وربما الحفاظ على الصورة المشرفة لرجال قطاع البترول الذين تعلموا في مدرسة لا نظير لها .
وأنا وإن كنت محباً للاستاذ عادل رجب منذ سنوات ، فإن حبي للأستاذ محمد جبران يزداد يوماً بعد يوم ، ليس لأنه رئيس النقابة ولا لأنه صعيدي الدم والنشأة ولا لأنه قريب مني قرب الدم فى العروق ، ولكن لأخلاقه الرفيعة التي اكدتها الأيام ، ولطيبة قلبه التي حكمت تصرفاته صغيرة وكبيرة ، فما أحلاه من مشهد أن نرى دموع الرئيس الحالي تودع الرئيس السابق بكل حنو وحب ومودة .