شهد مزيج "برنت" هبوطا إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل وبحسب وكالة رويترز فقد انخفض برنت في العقود الآجلة 96 سنتاً عن الإغلاق السابق ليصل إلى 49.67 دولاراً للبرميل ،وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 95 سنتاً إلى 47.41 دولاراً للبرميل، ويتجه الخامان إلى تكبد خسارة أسبوعية تقارب 5% ؛ وتأتي تداعيات هذا الانخفاض بسبب المخاوف التى قد تنتج عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي "معللا ان مصلحة بلادة الاقتصادية في هذا القرار " مما قد يعزز من أنشطة الحفر للتنقيب عن الخام في الولايات المتحدة وبالتالى زيادة تخمة المعروض العالمي ، وقد قال رئيس شركة "روسنفت" الروسية، إيغور سيتشن، إن منتجي النفط الأمريكيين قد يضيفون ما يصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً للإنتاج العالمي العام المقبل 2018 مما يشكل خطرا حقيقيا على استقرار السوق
يذكر ان هذا الاتفاق الخاص بمكافحة التغير المناخي الذى قامت 190 دولة في باريس عام 2015بالتوقيع عليه وكانت الصين والولايات المتحدة من أبرز الموقعين وذلك لحماية كوكب الارض من ارتفاع الحرارة عبر خفض انبعاثات غازات الدفيئة.
وبالفعل قامت شركات الطاقة الأمريكية بزيادة عدد حفارات النفط وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن الشركات أضافت 11 منصة حفر نفطية في الأسبوع المنتهي في الثاني من يونيو2017 ليصل العدد الإجمالي إلى 733 منصة وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2015.
ويعادل ذلك أكثر من مثلي عدد الحفارات في الأسبوع المقابل قبل عام عندما بلغ عدد الحفارات العاملة 325 منصة فقط، وكانت الإضافات الشهرية في مايو عند أدنى مستوى منذ أكتوبر 2016 بسبب تدني أسعار النفط الخام وقتها.
ومن المتوقع أن يزيد الإنتاج الأمريكي إلى 9.3 مليون برميل يوميا في النصف الثاني لعام 2017 وإلى مستوى قياسي يبلغ عشرة ملايين برميل يوميا في 2018 مقارنة مع 8.9 مليون برميل يوميا في 2016.
وقد بدأت "أوبك" حراكها المتجدد والسعي نحو محاولات مع عدد من المنتجين خارجها في فيينا الأسبوع الماضي بهدف تمديد اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يومياً لمدة تسعة أشهر أخرى حتى نهاية مارس 2018 وقد اتفقت بالفعل على تلك الاتفاقية مع تلك الدول ومنها روسيا.
اما عن التحركات الدولية فقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقبال ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان آل سعود، إن "إجراءاتنا المنسقة مع السعودية تسمح باستقرار الوضع في سوق النفط والغاز العالمي"..
وأبلغ الأمير محمد بن سلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا تعارض بين بلدية ما بشأن سوق النفط.
ويراقب بالفعل كل دول العالم تداعيات تلك القرارات والاجتماعات ويبقي منتجي النفط على امل رفع اسعار خام برنت الى مايقارب 60$/ للبرميل مقابل خفض الانتاج من اوبك اومن خارجها، في حين توقعت "غولدمان ساكس" لأبحاث الأسهم بُلُوغ متوسط أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في 2017 إلى 52.92 دولار للبرميل في 2017 مقارنة مع 54.80 دولار للبرميل في وقت سابق وإلى 55 دولارا للبرميل في 2018 ، كما توقعت بُلُوغ متوسط أسعار خام برنت في 2017 إلى 55.39 دولار للبرميل مقارنة مع 56.76 دولار للبرميل في وقت سابق وإلى 58 دولارا للبرميل في 2018 .
وتوقعت أن يسدد برميل البترول الخام من خام غرب تكساس الوسيط 50 دولارا في 2018-2020. وأضافت أنها ما زالت تتوقع مكاسب إنتاجية في البترول الخام الصخري عند ما يتراوح بين ثلاثة و10 في المائة حتى نهاية هذا العقد وهو ما قد يقلص سعر تعادل البترول الخام الصخري إلى ما بين 38 و46 دولارا لبرميل خام غرب تكساس الوسيط من بين 48 و51 دولارا للبرميل .
وكل ما سبق من توقعات او قرارات او اجتماعات يأتي فى تساؤل هل ستتمكن اوبك من ضبط ألية السوق النفطية وعودة التوازن ؟؟ ام هو خيال ؟؟