03:13 pm 22/02/2022
| غاز
| 1720
انخفض سهم غازبروم بنسبة 18%، خلال تداولات أمس الإثنين في بورصة موسكو، على خلفية التطورات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، قبل أن يعاود الارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 6%، الساعة 07:30 مساءً بتوقيت غرينتش (10:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).
وبلغ سعر سهم الشركة الروسية 271.58 روبل (3.41 دولارًا أميركيًا) بزيادة 14 روبل عن تداولات أمس.
ويأتي ارتفاع اليوم مدعومًا بقفزة في أسعار الغاز الطبيعي، إذ يتوقع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف عالمًا جديدًا لأوروبا بسعر 2000 يورو لكل 1000 متر مكعب من الغاز بعد تعليق التصديق على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2.
إذ أوقفت ألمانيا، اليوم الثلاثاء، التصديق على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المصمم لجلب الغاز الطبيعي من روسيا مباشرة إلى أوروبا، بعد أن اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأجزاء انفصالية من شرق أوكرانيا وأمر القوات بدخول المنطقة.
وعوّضت أسواق الأسهم العالمية خسائرها اليوم الثلاثاء، إذ تمسّك المستثمرون بآمالهم في أن يكون نشر القوات الروسية في منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا بعيدًا، هو طموح موسكو النهائي.
وخيّم شبح الحرب على الجناح الشرقي لأوروبا أمس الإثنين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها في 7 سنوات، بعد أن أمر بوتين بدخول القوات إلى منطقتي دونيتسك ولوهانسك في أوكرانيا.
بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إعلان عقوبات جديدة قاسية ردًا على ذلك، إذ حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس من أن خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 سيُحرم الآن من الحصول على شهادة لبدء التشغيل، وهو ما سوف يؤثر في أداء سهم غازبروم بالسلب.
وإذا ألقينا نظرة على بيان دخل غازبروم، فسنرى أن الشركة سجلت إيرادات قياسية بلغت 156 مليار دولار في عام 2013.
وبعد ذلك الوقت، انخفضت الإيرادات بشكل كبير لتبلغ 85 مليار دولار فقط في عام 2020، وفي عام 2013 دفعت شركة غازبروم 7.20 روبل أرباحًا للسهم الواحد، ليبلغ 0.20 دولارًا أميركيًا للسهم الواحد في الأرباح بسعر صرف الدولار الأمريكي/الروبل الروسي البالغ 35 روبل لكل دولار أميركي.
وفي السنة المالية 2020 ارتفع نصيب سهم غازبروم إلى 12.55 روبل، وفي نهاية عام 2020 لم يتلق المستثمرون سوى 0.17 دولارًا في توزيعات الأرباح لكل سهم، أي أقل من السنة المالية 2013.
وبالنظر إلى ذلك، فإن أزمات الكرملين الجيوسياسية كلفت مساهمي شركة غازبروم سنوات من عدم النمو خلال واحدة من أفضل أوقات النمو الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، وبسبب الإجراءات العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، فقدت شركة غازبروم أيضًا القدرة على بيع غازها في السوق الأوكرانية.
أكبر مشكلة تواجهها غازبروم هي علاقاتها الوثيقة مع الكرملين، في حين أن لهذا الأمر إيجابياته، إذ تحتكر الشركة -حاليًا- تصدير الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى الأسواق الخارجية، إلا أن لديها أيضًا بعض الجوانب السلبية الخطيرة، التي تفوق فرص النمو.
وفي السنوات الأخيرة، أدى اعتماد الشركة على الكرملين إلى جانب التعرض الكبير للأسواق الأوروبية واستحالة ازدهار الأعمال والعودة إلى مستوياتها عام 2013.
ومع ذلك، إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإن الشركة ستعاني أكثر، كما كان الحال في السنوات الأخيرة.
لذلك فإن غازبروم ليست استثمارًا جيدًا طويل الأمد في قطاع الغاز، ومن الأفضل تجنّبه حتى تختفي المخاطر السياسية، وهو ما لن يحدث في أي وقت قريب.