للاعلان

Sun,24 Nov 2024

عثمان علام

عثمان علام يكتب: "برج الأزريطة" عندما تقذف الإسكندرية بفساد الاربعون!!

عثمان علام يكتب: "برج الأزريطة" عندما تقذف الإسكندرية بفساد الاربعون!!

الكاتب : عثمان علام |

09:32 pm 01/06/2017

| رأي

| 2185


أقرأ أيضا: Test

قذفت أمواج الإسكندرية بفساد السنين، عمارات تنهار، أبراج تحضن بعضها في مشهد سينمائي لم تعهده لا دول الشرق ولا الغرب، قبلة فساد كبيرة أرادت إحدى العمارات ان تطبعها على وجه عمارة اخرى ملاصقة لها ومستقيمة لبعض الوقت، ولا ندري هل ستطبع الآخرى قبلة على واجهة الشارع أو على روؤس البشر وهم يسيرون في امان الله.

سنوات طويلة والناس في الإسكندرية يتمسكون بذلك المحافظ الذي ملئها مخالفات وفساد، الكل كان يمجده، اوشكوا ان يعبدوه، وكيف لا وهو الذي سمح بتلك الإرتفاعات، بل التجاوزات والمخالفات، سمح بحصد ارواح البشر، ومن يدفع ينال الرخصة حالاً، وعندما مرت السنين وجدونها تقع فوق روؤسهم.

مشهد عجيب وغريب، ذلك البرج المائل، لم ينهار، ولم يصبح كومة تراب تسد الشارع، لكنه فضل الإنحاء صامداً لنرى بأعيننا حجم الفساد، حجم تفشي الرشوة والمحسوبية في العاصمة الثانية، تلك التي بناها وشيدها الاسكندر الأكبر لتكون منارةً في عمارتها وجمالها ورونقها ونباهي بها الامم ...وبالفعل أصبحنا نباهي الامم بذلك البرج المائل، عمارة لم تفطن ذهن عالم من علوم الهندسة ليصممها في العالم، لم يتفتك عقل خبير الهندسة الفرعونية في ان يصنع لنا مشهد مثل هذا منذ آلاف السنين، وصدق من قال أننا بلد العجائب، بلد الأهرامات وأبو الهول وبرج القاهرة وفنار الإسكندرية وفيفي عبده وبلد البرج المائل ايضاً.

لم يفكر أحد منذ أن انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي كيف لعمارات الاسكندرية أن تنهار يوماً بعد الاخر، ولماذا لايتم التنقيب عن الرخص الممنوحة لآلاف العمارات، ولماذا لم تحقق الدولة في هذه الظاهرة العجيبة والليست بالغربية، فهذه نتيجةً حتمية لفساد المحليات، هذا الفساد الذي طمس معالم أقدم مدينة في العالم، لا الكورنيش ظل بجماله، ولا الشوارع تتسع للمارة ان يسيروا فيها ولا السكان عادوا يتمتعون بمدينتهم.

وفي منتصف الثمانينيات قامت ثورة القضاء على الفساد في الصين، وهو نفس الوقت الذي شرعت فيه مصر لأن تكون مصر الحديثة والجديدة، وإعادة رونق العاصمة كما كانت منذ اكثر من مئة عام، ومرت السنون ورأينا كيف اصبحت الصين وكيف أصبحنا نحن.

في الصين اعتنقوا منهج قومية العمل وشيوعية الفكر، وضعوا امام أعينهم بلدهم وتقدمها ورفعتها، فجاءوا بأصحاب المحال والعمارات وخيروهم مابين التعويض او إيجاد البديل او حجز مكان لهم بعد التشييد الجديد، لا خيار رابع، ثلاث خيارات فقط، وعليك أن تفاضل فيما بينهم، وقامت الصين، بينما ظللنا نحن نتأخر ونتأخر، عجلة الزمن تسير بهم للامام بينما تقف عندنا، لا نحن تقدمنا ولا نحن عدنا لحضارتنا القديمة.

اما شيوعية الفكر، فتجد عندهم المسلم يعمل الى جوار المسيحي، واليهودي مع البوذي ،والشيوعي مع من لا ملة له، كلاً يعتنق كيفما يشاء دون ان يؤثر على قومية العمل، اما نحن فشغلنا انفسنا بالديانات، وبالعادات والتقاليد، وبالصراعات فيما بيننا وبقواعد دخول الحمامات ولبس النقاب وحديث الفنانات وتهليس المنتجين، وليتنا حتى أستفدنا بقواعد ديننا، وكانت هذه هي النتيجة، لاتعليم ولا صحة ولا فن ولا محليات، تراكم السنين بات يقذف في وجوهنا كل ماارتكتبته ايادي الجهلاء، ابراج الاسكندرية واسيوط والمنصورة مالت تعبيراً عن الحال المايل، وهذه هي نتيجة فساد الاربعون!!!

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟