03:21 pm 05/02/2022
| رأي
| 2366
تطالعنا منذ عدة أيام منصات التواصل الاجتماعي في سرد هائل للقدرة الربانية في صمود طفل الخمس سنوات طوال ساعات ليله الطويل علي تحمل مشقة الجوع و العطش و هلع الموقف الذي جمع كل قلوب العالم نحو أمل نجاة ريان الطفل المغربي العربي و أمل و منأجاة الجميع من الشرق للغرب في خروجه من جوف البئر العميق .
و لكن علي الجانب الآخر و أنا أتابع بلهفة و تمني في أن ينتهي الأمر لصالح هذا الطفل البريء الذي إستطاع أن يشحذ كل التعاطف نحوه ...
تذكرت بألم و بغصة تجمد الخمسة عشر طفلا بسبب العاصفة الثلجية في مخيمات اللاجئين السوريين ... و أجد نفسي أتسال لماذا لم يتم التعاطف مع هذه الحالة الجماعية للاطفال التي تجمدت بالقدر المساوي لحجم المصاب.
وسؤالي هل الإنسانية تتجزأ ... وهل التعاطف بيوجه وفقا لمنشأ الضحية ... علي المستوي الشخصي و الفردي ... لاأظن ...لأن التعاطف و الإنسانية هي من الفطرة السوية للنفس البشرية ... و لكن علي مستوي المصالح أو توجهات المنصات الإلكترونية المغرضة ...اجد أن الوضع يختلف و المبادئ تتجزأ و تتقطع و تتبدل و تنقلب رأسا علي عقب.
هل الله سيحاسبنا علي تقصيرنا في حق الطفل الذي تجمد نتيجة القسوة المفرطة من العدو الغاشم الذي فرض إخراجهم من بيوتهم مشردين لاجئين و إلزام العالم أجمع بفرضية غض البصر و تحويل النظر إلي موضوعات أخري حتي تمر الأمور بلا تغيير ... وهل سيجازينا الله خيرا علي تعاطفنا و انخلاع قلوبنا لحظة بلحظة و المسئولين يزيلون الجبال و يحركوا الرمال حتي يتم انقاذ ريان .
سؤال حيرني كثيرا و رجوت من المولي عز و جل أن يعفو و يغفر لنا تقصيرنا غير المقصود و لكنه غير مبرر سوي أننا استسهلنا ألا نفكر في ماوراء الأحداث من تناقض .