10:13 am 29/01/2022
قطر تتراجع في قائمة أكبر مصدري الغاز المسال بعد 15 عام من التفوق
شهدت قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في 2021 مفاجأة غير متوقعة، إذ خسرت قطر ترتيب الصدارة، وتراجعت للمركز الثاني عالميًا.
ونجحت أستراليا في انتزاع الصدارة من قطر خلال الربع الرابع من 2021، وفي العام إجمالًا، وذلك ضمن تقرير منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك"، حول "تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال 2021"، الذي حصلت "الطاقة" على نسخة منه، اليوم الأربعاء.
وبلغت صادرات الغاز الطبيعي المسال من أستراليا خلال الربع الرابع نحو 20.4 مليون طن، مقارنة بـ 18.3 مليون طن في الربع المماثل من عام 2020، وذلك على الرغم من توقّف العمليات في محطة الإسالة العائمة بريلود التي تشغّلها شركة شل، بعد تعرّضها إلى حريق مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، وعلى إثره قررت هيئة السلامة في أستراليا إصدار تعليمات إلى "شل" بضرورة غلق المنشأة حتى الانتهاء من إصلاح أنظمة السلامة والسماح بمعاودة تشغيلها بأمان.
وفي 23 ديسمبر من العام الماضي، طالبت الهيئة الوطنية لإدارة سلامة النفط والبيئة البحرية (نوبسيما) في أستراليا شركة شل بالتحقيق في "الحوادث والعواقب المرتبطة بها" التي وقعت في بريلود، وتقديم خطة لجميع الإجراءات التصحيحية اللازمة.
وتناول تقرير أوابك -الذي أعدّه خبير الغاز لدى المنظمة، المهندس وائل حامد عبدالمعطي- بالتحليل، أكبر مصدري الغاز المسال في 2021، مشيرًا إلى أن أستراليا تصدّرت دول العالم بإجمالي 80 مليون طن، متخطية قطر بأكثر من 2 مليون طن.
جدير بالذكر أن قطر كانت في مقدّمة قائمة مصدّري الغاز المسال منذ عام 2006، حينما كان إنتاجها 30 مليون طن سنويًا.
ورغم صدارة أستراليا في 2021، فإن تقرير أوابك لا يتوقع نجاحها في الحفاظ على تلك المكانة، مع استمرار إغلاق محطة الإسالة العائمة بريلود، وتراجع الإنتاج المحلي في بعض المناطق شمال أستراليا المغذّية لعدد من محطات الإسالة، علاوة على المشروعات الجديدة المزمع تشغيلها في الولايات المتحدة، "والتي ستمكّنها من احتلال المرتبة الأولى بداية من عام 2022".
أمّا دولة قطر، فرغم حفاظها على تشغيل وحدات الإسالة في مشروعي قطر غاز وراس غاز بكامل القدرات التصميمية، لم تحافظ على مكانتها في قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال خلال 2021، إذ بلغ إجمالي صادراتها نحو 77.4 مليون طن، لتحلّ في المرتبة الثانية عالميًا، وتستأثر بالنصيب الأكبر من صادرات الدول العربية، بحصّة إجمالية 69.2%.
وبلغ إجمالي صادرات الغاز القطري خلال الربع الرابع من 2021 نحو 18.8 مليون طن مقارنة بـ 18.3 مليون طن في الربع المماثل من العام السابق له، بنسبة نمو على أساس سنوي 2.7%.
وتعوّل قطر على توسعة حقل الشمال، في زيادة صادرات الغاز المسال، فور الانتهاء من تدشين المشروع "العملاق"، المتوقع بدء الإنتاج منه خلال عام 2025.
ومن شأن مشروع توسعة الحقل زيادة الطاقة الإنتاجية لقطر من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.
وحققت الولايات المتحدة رقمًا تاريخيًا في صادرات الغاز المسال العام الماضي، وسط توقعات باستمرار تلك القفزة خلال السنوات المقبلة.
فقد أشار تقرير أوابك إلى تحقيق أميركا نموًا في حجم صادراتها خلال الربع الرابع من عام 2021، بإجمالي بلغ 19.84 مليون طن، وهو أعلى معدل تحققه الولايات المتحدة في تاريخها، مقارنة بنحو 15.9 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2020، بنسبة نمو على أساس سنوي 24.8%.
وتعمل مشروعات الإسالة -وعددها 6- بطاقة تصديرية وصلت إلى 11.2 مليار قدم مكعبة يوميًا في ديسمبر/كانون الأول 2021، مستفيدة من ظروف السوق الراهنة المحفّزة للطلب بسبب توقّف الإمدادات من بعض الدول، مثل النرويج، وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في الأسواق الأوروبية والآسيوية، لتعوض الخسائر التي تكبّدتها خلال المدة نفسها من 2020، عندما اضطرت للعمل بمعدلات منخفضة جدًا بسبب تراجع الطلب العالمي، نتيجة الإغلاق الاقتصادي الذي تسبَّب فيه انتشار وباء كورونا.
ونجحت الولايات المتحدة في تصدير 71.9 مليون طن في عام 2021، مقارنة بـ 44.7 مليون طن عام 2020، بنمو سنوي 60.9%، وبحصة سوقية 19%، معزّزة من موقعها في ترتيب أكبر مصدّري الغاز المسال عالميًا، في المركز الثالث خلف أستراليا وقطر.
وسط اتّهامات متكررة إلى روسيا بأنها وراء أزمة الطاقة وارتفاع أسعار الغاز في أوروبا مؤخرًا، وأنها لا تُنتج الغاز بالكميات المعتادة، فقد حلّت موسكو في المركز الرابع بقائمة أكبر مصدري الغاز المسال عالميًا، من خلال تصدير 29.3 مليون طن في 2021 كاملًا، بتراجع سنوي 1% عن عام 2020، بسبب انخفاض الإنتاج من محطة سخالين2 "Sakhaline-2 LNG" خلال مدة التوقف التي دامت شهرين في صيف 2021 نتيجة إجراء الصيانة.
الغاز الروسي
وحسب تقرير أوابك، فإن صادرات الغاز الروسي في الربع الرابع من 2021 بلغت نحو 8.28 مليون طن، مقابل 8 ملايين طن في الربع المماثل من عام 2020، بنسبة نمو على أساس سنوي 3.5%.
وربما تفسر الأرقام السابق ذكرها جزءًا من حالة الغضب الأوروبي والاتهامات التي وُجِّهَت على مدار الأشهر الماضية إلى موسكو، التي دافعت مرارًا وتكرارًا عن نفسها، مؤكدة أنها تنتج بكامل قدراتها، وليست سببًا في أزمة الأسعار المرتفعة للغاز.
وارتفعت صادرات الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية بمعدل نمو على أساس سنوي بلغ 7.3%، خلال الربع الرابع من 2021، بإجمالي 99 مليون طن، مقارنة بـ 92.3 مليون طن خلال الربع المماثل من 2020.
ويرى تقرير أوابك أن ذلك "أعلى معدل ربع سنوي تحققه تجارة الغاز الطبيعي المسال على الإطلاق، ويعطي إشارة واضحة باستمرار تعافي السوق العالمية من جائحة فيروس كورونا التي كان لها تداعيات سلبية على النشاط الاقتصادي العالمي، والدور المحوري للغاز الطبيعي في تلبية الطلب العالمي على الطاقة".
وإجمالًا على مستوى عام 2021، بلغ إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال في السوق العالمية نحو 380 مليون طن، وهو أعلى رقم تسجله الصناعة في تاريخها الممتد على مدار أكثر من 5 عقود، وذلك مقابل 355.1 مليون طن في 2020، أي بنمو سنوي 7%، "وهذه رسالة مهمة تؤكد على استمرار الدور الحيوي والمحوري للغاز الطبيعي في منظومة الطاقة العالمية"، وفق التقرير.