05:59 pm 22/01/2022
| بترول
| 1360
يرى الرئيس التنفيذي لشركة رويال داتش شل، بن فان بيردن، أنه لا يمكن للعالم أن يقترب من الحياد الكربوني دون وجود سوق كربون عالمية عاملة، مشيدًا بنتائج قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو.
وشدد فان بيردن على أن قرار محكمة هولندية بإلزام الشركة بخفض انبعاثاتها الكربونية كان بمثابة "ضربة"، إذ أوضح أن خفض الانبعاثات هي قضية مجتمعية لا يمكن أن تتحملها شركة بمفردها.
وأكد أن تقدم الشركة سيظل معتمدًا على تقدم المجتمع في تحول الطاقة، قائلًا: "لا يمكننا أن نذهب أسرع من جميع عملائنا، وإلا لن يكون لدينا عملاء لشراء منتجاتنا"، في مقابلة نشرها الموقع الرسمي لـ شل
كان عام 2021 استثنائيًا لشركة شل، إذ شهد إطلاق إستراتيجية الشركة Powering Progress، التي وصفها فان بيردن بأنها "التعبير الأكثر اكتمالًا ووضوحًا لإستراتيجيتنا في تاريخ شل الحديث".
وتتضمن أهدافًا طموحة للمساهمين، من أجل التحرك بشأن انبعاثات الكربون، من أجل المواطنين والبيئة، كما تحدد الأهداف الأكثر طموحًا في الصناعة لتقليل الانبعاثات.
وأضاف رئيس شل: "كان تبسيط هيكل حصتنا ونقل مقرنا الرئيس من لاهاي إلى لندن لحظة مهمة في تاريخنا".
في المقابل، تحدث فان بيردن عن نقاط ضعف الشركة خلال العام الماضي، إذ أوضح أن الهجوم المتعمد في نيجيريا الذي قُتل فيه 7 أشخاص يعملون لدى الشركة، أصابه بألم شديد.
كما كان حكم المحكمة الجزئية في هولندا أنه يتعين على شركة شل أن تخفض انبعاثاتها بنسبة 45% بحلول عام 2030، مقارنةً بمستواها في عام 2019، لحظة حاسمة في العام.
وقال: "لقد وجدت أنه من المزعج للغاية أن تُحاسب شركة شل -بوصفها شركة واحدة- عن كيفية إنتاج العالم للطاقة واستخدامه لها. هذا يتعارض مع كل ما أؤمن به عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، أي أن هذه مشكلة مجتمعية وليست مشكلة يتعين على شركة واحدة حلها".
وأضاف: "من المثير للقلق أيضًا أن الحكم قُوبل بالموافقة في بعض الأماكن، كما لو كان هذا هو الحل الذي يحتاجه المجتمع".
على الرغم من ذلك، أكد فان بيردن أن شركة شل سترتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في الحكم.
وقال: "لقد حددنا هدفًا لخفض الانبعاثات من عملياتنا إلى النصف ومن الطاقة التي نشتريها لتشغيل عملياتنا، ما يسمى انبعاثات النطاق 1 و2، بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2016. هذه إشارة مهمة على أننا نتقدم لتحقيق التحدي".
ولتحقيق هذا الهدف، ستستمر في تحويل مصفاتها ومصانع المواد الكيميائية إلى مجمعات منخفضة الكربون للطاقة والمواد الكيميائية وتحسين كفاءة الطاقة، من بين أمور أخرى.
وتخطط الشركة لزيادة الاستثمار بصفة كبيرة في التقاط الكربون وتخزينه، في عام 2022.
وأضاف: "نحتاج أيضًا إلى معرفة كيفية تصميم محطات الغاز الطبيعي المسال، ومصانع البتروكيماويات، إذ تكون محايدة للكربون. هذه ابتكارات هندسية وتقنية ضخمة يتعين على شل تقديمها. هذا ما أعنيه بالارتقاء إلى مستوى التحدي".
وأشار إلى أن حكم المحكمة ينطبق أيضًا على انبعاثات النطاق 3، الناتجة عن استخدام عملاء الشركة منتجاتها، قائلًا: "هنا، نعمل مع عملائنا لخفض الانبعاثات. نحن نركز على إزالة الكربون من مختلف القطاعات".
وفي مجال الطيران، تقوم الشركة ببناء أول مصنع لوقود الطائرات المستدام على نطاق واسع في هولندا، على سبيل المثال؛ وتبحث عن طاقة بديلة للصناعة، مثل الهيدروجين أو زيادة الكهرباء.
أعرب فان بيردن عن تفاؤله إزاء التقدم الذي أحرزه العالم في قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو، إذ بدأت الحكومات في فهم أن قطاعات الاقتصاد المختلفة تحتاج إلى سياسات مختلفة لتقليل الكربون.
كما أدركت أن إزالة الكربون تتجاوز مجرد بناء المزيد من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتي يمكن أن تنتج الكهرباء فقط؛ فنظام الطاقة هو 20% فقط من الكهرباء اليوم، حسبما أكد فان بيردن.
وقال: "هذا هو بالضبط ما ندافع عنه، وهو في صميم إستراتيجية شل. نحن نساعد العملاء على تحقيق انبعاثات حيادية الكربون من خلال توفير منتجات وحلول طاقة منخفضة الكربون، وستكون مختلفة بالنسبة إلى سائقي السيارات أو خطوط الطيران أو شركات الشحن".
كما أشار إلى أنه جرى إحراز تقدم بشأن المادة 6، التي تحدد قواعد التعاون بين الدول، لا سيما في شكل تجارة الكربون عبر الحدود، إذ وافقت الحكومات على القواعد التي ستسمح بتنفيذ المادة 6، ليتبقى وضع آليات تداول الكربون هذه موضع التنفيذ.