04:46 pm 11/01/2022
| رأي
| 2425
الله سبحانه حينما أمتدح نبيه قال له " وأنك لعلي خلق عظيم " لم يقل له وأنك لعلي علم عظيم أو فن عظيم أو أثراء عظيم أو جاه عظيم أو شهرة عظيمة أو سلطة ، وإنما قرن العظمة بالخلق علي وجه التحديد وبالخلق وحده ، والمؤشر الوحيد للعظمة هو حسن الخلق وهو ألعاصم الوحيد يوم لا ينفع مال ولا بنون ، وتشكل الأخلاق ركنا أساسيا من أركان الوجود الاجتماعي ، ونسقا حيويا في نسيج الحياة الإنسانية ، فالأخلاق نظام من القيم يوجه حياة الفرد وينهض بها إلي أرقي مستوياتها الإنسانية ، والفرد لا يحقق جوهرة الإنساني إلا في صورته الأخلاقية ، وهو الكائن الوحيد في مملكة الكائنات الحية الذي يضحي برغباته وميوله آذ رغب في ذلك ، سعيا إلي تجسيد السمو الأخلاقي وكل القيم والفضائل التي تشكل جوهر الحياة الأخلاقية وغايتها ، فالأخلاق بالمعني المادي الواقعي ، هي أن تشبع رغباتك بما لا يتعارض مع حق الآخرين في إشباع رغباتهم هم أيضا ، فهي مفهوم مادي اجتماعي بالدرجة الأولي وهدفها حسن توزيع اللذات ، وعلي مر التاريخ الإنساني ، أن حياة المجتمعات الإنسانية لا تستقيم من دون القيم الأخلاقية، لأنها تشكل النسيج الحيوي لوجود الإنسان والمجتمع في آن واحد ، التي تضمن له التماسك والوحدة والقوة والانسجام ، ومن خلال هذا المنطق يمكن القول إن غياب القيم الأخلاقية أو تدهورها قد يؤدى إلي تصدع المجتمع وانهياره، وتندثر الحضارة الإنسانية ويفقد البشر صمام الأمن والأمان ، أسال نفسك ، هل تنام كل يوم علي مودة وحب ورغبة في الخير ونية في عمل صالح والتمسك بالقيم الأخلاقية، أم علي غل وكراهية وحسد وتربص بالآخرين، وستعلم إلي أي مدي أنت ، خلاصة القول الأخلاق شجرة تنمو وتترعرع كلما سقيت بماء المحبة والوفاء ، وهى نجمة تزهر وتتألق في سماء الأخوة والصفاء ، وهى جسر ترسو علية سفن المحبة والوفاء ، نحن محتاجين إلي كثير من الأخلاق الفاضلة مثل الاحتياج إلي الماء والهواء
أرجو أن أكون قد بلغت وألا أكون البومة التي عكرت وأفسدت ليالي الأنس