12:23 am 10/01/2022
| بترول
| 1667
يرى تقرير توقعات الطاقة -الصادر مؤخرًا عن مصرف الاتحاد السويسري (يو بي إي)- أن أسعار النفط الخام والمنتجات النفطية ستستفيد من ارتفاع الطلب على النفط خلال 2022 إلى فوق مستويات عام 2019، نتيجة انخفاض احتياطيات الخام العالمية.
وأشار التقرير -الذي يحمل عنوان "توقعات الطاقة لعام 2022.. نظرة مستقبلية إيجابية للخام والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة"- إلى أن قطاع الطاقة لا يزال مهيأ لمرحلة انتعاش في عام 2022، نتيجة ارتفاع مؤشر الطاقة (يو بي إس بلومبرغ سي إم سي آي) بنسبة 61% في عام 2021.
ونصح التقرير المستثمرين المعرّضين لمخاطر عالية بأن يتعاملوا بعقود نفط طويلة الأمد في خام برنت أو أن يبيعوا بأسعار خام برنت منخفضة المخاطر.
وأضاف أن خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت ارتفعا بأكثر من 50%، في حين تأخر الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة مسجلًا ارتفاعًا محدودًا بما يزيد قليلًا على 45%.
وبحسب مؤشر الطاقة (يو بي إس بلومبرغ سي إم سي آي)، كان أداء مستثمري الطاقة جيدًا، ما أدى إلى توليد عائدات إضافية بنحو 11%.
وسجّلت أسعار الفحم في نيوكاسل وأسعار الكربون الأوروبية، غير المدرجة في مؤشرات سلع الطاقة، في عام 2021، زيادة بنحو 110% و145% على التوالي.
وأدى الانتعاش في قطاع النقل والطلب الاقتصادي إلى ارتفاع حاد في الطلب على الوقود والطاقة، وكانت هذه محركات مهمة لارتفاع الأسعار.
ووصل الطلب على الغاز الطبيعي والفحم إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2021، في حين اقترب الطلب على النفط الخام من مستويات 2019 القياسية في أواخر عام 2021؛ إذ ساعد نمو العرض البطيء على تعزيز الأسعار.
بلغت مخزونات النفط التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أقل من 2.7 مليار برميل، وهو أدنى مستوى منذ عام 2014، بعد أن كانت المخزونات في منتصف عام 2020 عند مستوى قياسي فوق 3.2 مليار برميل.
وأفاد تقرير توقعات الطاقة بأن متوسط الطلب على النفط في عام 2021 لا يزال أقل من مستويات عام 2019، إلا أن الطلب على النفط اقترب في نهاية عام 2021 من مستويات عام 2019.
وأضاف أن نمو العرض المتواضع، إلى جانب الانتعاش القوي في الطلب على النفط، ساعدا على خفض مخزونات النفط في واحدة من أسرع وتيرة هذا القرن.
وأوضح أن معظم نمو الإمدادات في عام 2021 جاء من أوبك وحلفائها (أوبك+)، إذ أضافوا نحو مليون برميل يوميًا من سوائل النفط (الخام وسوائل الغاز الطبيعي) في عام 2021.
وأشار التقرير إلى أن السياسة الحذرة التي انتهجتها المجموعة في إلغاء تخفيضات الإنتاج ونفذتها في عام 2020 مثلت خطوة حاسمة أسفرت عن خفض مخزونات النفط ودعم الأسعار.
وبيّن أن نمو الإنتاج خارج مجموعة أوبك+، باستثناء الوقود الحيوي وفوائض الإنتاج، كان مخيبًا للآمال، بزيادة 0.20 مليون برميل يوميًا فقط، وحققت الولايات المتحدة نموًا قدره 0.1 مليون برميل يوميًا في عام 2021.
وأثرت العاصفة الشتوية أوري في فبراير/شباط وإعصار آيدا في سبتمبر/أيلول في إنتاج الولايات المتحدة من النفط.
وفي المقابل، أدى تركيز منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة على الانتظام الرأسمالي (بمعنى سداد الأموال للمساهمين وخفض الديون بدلًا من الاستثمار في إنتاج جديد) إلى انخفاض نمو إنتاج النفط الأميركي في عام 2021.
النفط الصخري.. توقعات بزيادة إنفاق الشركات الأميركية 19%
يأتي ذلك على الرغم من أن أسعار النفط أعلى بكثير من متوسط تكاليف الإنتاج الأميركية البالغة 50-60 دولارًا أميركيًا للبرميل.
وتوقع التقرير أن يرتفع إنتاج كندا بنحو 220 ألف برميل يوميًا، والبرازيل نحو 150 ألف برميل يوميًا، والنرويج وغايانا بنحو 60 ألف برميل يوميًا في عام 2022، مشيرًا إلى أن احتمال حدوث تأخير في الإنتاج الجديد أو تسارع انخفاض إنتاج الحقول الموجودة قد يبطئ معدل النمو.
توقع تقرير توقعات الطاقة -الصادر عن مصرف الاتحاد السويسري- أن يشهد عام 2022 نموًا قويًا في الطلب على النفط، وانخفاض مخزونات النفط، وانخفاض الطاقة الاحتياطية، وأن تكون سوق النفط متوازناً.
وأضاف أن النمو يدعم تداول أسعار النفط من خام برنت في نطاق 80-90 دولارًا أميركيًا للبرميل في عام 2022، متوقعًا أن ترتفع عقود النفط طويلة الأجل، نظرًا إلى الطلب المتزايد في عام 2023 بسبب انخفاض المخزونات والسعة الفائضة المحدودة لدى أوبك+.
أسعار النفط في 2021.. تعافٍ قوي من النفق المظلم للوباء
أسعار النفط ترفع تكاليف الطاقة العالمية 60%
وأوضح أن ارتفاع أسعار النفط طويلة الأجل ضروري لدعم نمو المعروض من خارج أوبك+ في عام 2023 وما بعده.
وتتمثل مخاطر الجانب السلبي في الزيادة المستمرة في إصابات وباء كوفيد-19 التي تؤدي إلى تجديد فرض قيود التنقل الطويلة وتؤثر في أسعار النفط والطلب على الخام.
ويُضاف إلى ذلك أن الهبوط الحاد للاقتصاد الصيني في عام 2022 يعكس وجود مشكلة مخاطر تراجُع الأداء، إذ كانت أسواق آسيا الناشئة محرك نمو الطلب على النفط في السنوات الأخيرة، ويمكن أن تؤثر عودة إنتاج النفط المتعطل في فنزويلا وإيران في الأسعار.
دعا تقرير توقعات الطاقة إلى التمييز بين أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، إذ جرى تداول الأسعار في أوروبا وآسيا بما يعادل 130 دولارًا أميركيًا لكل برميل نفط مكافئ، في حين تبلغ الأسعار الأميركية نحو 21 دولارًا أميركيًا للبرميل.
وتوقع التقرير أن تظل أسعار الغاز الطبيعي أعلى من المستويات التي شهدتها السنوات الأخيرة في هاتين المنطقتين، نتيجة وضع المخزونات في أوروبا وآسيا دون المتوسطات طويلة الأجل.
وفي المقابل، تقترب مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة حاليًا من متوسط السنوات الـ5، وتوقع التقرير ظهور بعض التراجع في عام 2022 على الرغم من النمو القوي للإنتاج المدفوع بارتفاع الطلب على الغاز والطاقة وزيادة الصادرات.
وأكد التقرير أن تساعد منشآت تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة في تخفيف الضيق الشديد في آسيا وأوروبا بمجرد ظهور درجات حرارة معتدلة في الربيع، مع دعم الأسعار الأميركية.
ونظرًا إلى اتجاهات العرض والطلب المتوقعة، توقع التقرير أن تنهي مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة موسم السحب (نهاية مارس/آذار) عند نحو 1.65 تريليون قدم مكعبة، مقارنة بنحو 1.8 تريليون قدم مكعبة متوسط السنوات الـ5 الماضية.
وتوقع التقرير أن يصل موسم التخزين (نهاية أكتوبر/تشرين الأول) إلى 3.55 تريليون قدم مكعبة، مقارنة بمتوسط 5 سنوات البالغ 3.7 تريليون قدم مكعبة، وأن يحقق المستثمرون بعض المكاسب في عقود الغاز الطبيعي الأميركية الطويلة الأجل في الربع الثالث من عام 2022.