04:43 am 04/01/2022
| رأي
| 2118
أعرف كنوز بلدك …د أسعد الهواري
يحاوطني عالم من الهدوء والسكينة والشاعرية كلما رأيت بمقلة العين تقدم بلادي ، وحلمت بذلك منذ نعومة أظافري وأحمد الله علي ذلك ،إننا عبرنا سنة أولي ديمقراطية وغداً ندخل سنة ثانية ديمقراطية ، ونحن علي الدرب السليم ، وكل من علي الدرب يصل مهما طال طريقة، ولقد تغيرت مصر الحديثة في جميع جوانب حياتها المادية وللامادية بدرجات متفاوتة ، رغم أن ملامح الصورة لم تكتمل بعد وتحتاج إلي بذل المزيد من الجهد والعرق ، فإني مازالت أقول أن مصر أغني بلد في العالم ، فقد سرقها التتار والهكسوس والفرس والرومان والانجليز وسرقها أهلها ، ورغم كل هذا النهب مازالت بخير ومازالت كنوزها تحت الأرض وتحت البحر مطمع الكل ، أن بلادي لم تكن قط في أي يوم من الأيام محدودة الإمكانيات ، فبلادي تملك المواهب والعقول الفذة ، أيضاً بلد الكنوز ليس فقط كنوز البترول والحديد والنحاس والمنجنيز والذهب واليورانيوم ، أيضا كنوز الآثار والسواحل الجميلة، أنها البلد والوحيد الذي يلتقي فيه النيل بالمتوسط الأول بالطول والثاني بالعرض ، ثم كنوز شبابها التي لا تنفذ، وموقع مصر الجغرافي هو اكبر كنوزها مفتوح النوافذ على ثلاث قارات أوروبا واسيا وإفريقيا ، جمعت مصر في آن وأحد بين قلب أفريقيا وقلب العالم القديم ، وتاريخها وحدة كنوزها حكمة ، فهي من حيث السمات الشخصية تتميز عن غيرها من شعوب المتجمع الدولي من حيث الجزء فقد يشترك مع الشعوب ببعض السمات ، وقد يختلف معها من حيث الدرجة فهي في الغرب ولكن ليس غربية ،وهي في الشرق ولكن ليس شرقيا ، ومصر في ذاتها قيمة ومهبط الرسالات وفي رعاية الله ، وقد ذكرها الله بالاسم وبالإشارة في قراًنه أكثر من أربع عشرة مرة ،وقد كانت رمزا دائما للتعايش بين الأديان والتسامح والسلام، وبزغت كشعب واحد تجمعه وطنية واحدة في وطن وأحد، وأهلها في رباط إلي يوم الدين ، فحافظوا علي مصر من أجل مستقبل أبنائنا وتكون في عيوننا ، فمن أرض مصر نبتنا وعشنا وارتوينا، واليها نعود لنزع فيها
خلاصة القول أن مصر المعاصرة لن تتغير جذريا ودولة عصرية وشعب حر إلا حين تدفن الفرعونية السياسية مع غمر بقايا الفرعونية الميتة، وأن لم تحقق مصر محاولة قوة عظمي تسود المنطقة بأثرها
كاتب المقال الروائي د. اسعد الهواري الشركة العامة للبترول