10:24 am 30/12/2021
| رأي
| 2056
الاقتصاد المعرفي …د أسعد الهوارى
لعبت المعرفة دوراً حيوياً في التنمية منذ بداية التاريخ الإنساني، ورافقت الإنسان منذ أن تفتَّح وعيه، وارتقت معه من مستوياتها البدائية، مرافقة اتساع مداركه وتعمُّقها، وعلى مدى تاريخ البشرية كله نجد أن كل مجتمع من المجتمعات قد تمتَّع بمستوى معين من المعرفة، بحيث يمكننا القول أن مراحل تطور هذه المجتمعات كانت تشكِّل انعكاساً لتطور المعرفة بمعناها الشمولي، والمرتبطة بجوانب الحياة الروحية والمادية والاجتماعية والبيولوجية.. ألخ، ،وأصبحت المعرفة المحرك الرئيسي للأنشطة الاقتصادية بأشكالها المختلفة ، وبشكل عاجل حول مستقبلها في ظل سيطرة العولمة والاقتصاد المعرفي
لقد كان مسار تطوُّر المجتمع البشري دائماً مرتبطاً بتطوُّر معارف الإنسان، وباتت المعلومات والمعرفة مورداً أساسياً من الموارد الاقتصادية، ، يطلق علي " الاقتصاد المعرفي" الاقتصاد القائم علي المعرفة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتعتبر في إطاره المعرفة المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي ، وأصول الثروة هي المعرفة والإبداع والذكاء والمعلومات ورأس المال البشري .
وتعتمد على توافر تقنية الاتصالات والمعلومات ، وتستخدم الابتكار والرقمنه لإنتاج السلع والخدمات ذات قيمة مضافة، من هنا بزغت مفاهيم الاقتصاد الرقمي والتجارة الالكترونية وغيرها ، والتي تشكل المعرفة جوهرها والقوة المحركة الرئيسية فيها .
في هذا السياق يمكن تعريف " المعرفة " أنها المرحلة الأخيرة من مراحل تحول البيانات إلي معلومات والتي تتحول بدورها إلي المعرفة من خلال توافر بيئة معرفية ممكنة محيطة بهذا التحول مع وجود ترابط وعلاقة متداخلة بين البيانات والمعلومات والمعرفة ، فالمعرفة في " الاقتصاد المعرفي " تقترب من كونها سلعة عامة ، وتشكل المادة الخام الأساسية وغير قابلة للنضوب علي المدى الطويل حيث أن من طبيعة المعرفة تزاد مع الاستخدام ولا تنضب ، فعندما تظهر المعرفة وتنتشر يصبح من السهل علي كافة أفراد المتجمع الاستفادة منها، وأصبحت المعرفة العنصر الرئيسي بين عناصر (عوامل) الإنتاج في المجتمع في العصر الراهن الذي صار يعرف باسم العصر ما بعد الصناعي، حيث صار إنتاج المعرفة واستثمارها واستهلاكها (بمعنى استخدامها) وتداولها (أو كما يقال تقاسمها أو تشاركها) المصدر الرئيس للنمو، وغدت المعرفة عبارة عن نوع جديد من رأس المال يقوم على الأفكار والخبرات والممارسات الأفضل، إنها تعبّر عن رأس المال المعرفي الذي يُعتبر في الاقتصاد المعرفي أكثر أهمية بما لا يقاس من رأس المال المادي، وأدَّى التطور المعرفي والتكنولوجي إلى التحوُّل من العمل الجسدي إلى العمل القائم على المعرفة، فأصبحت التكنولوجيا والمعرفة هما العاملان الرئيسان للنمو والتنمية المستدامة إذ أن الثروة الحقيقية للأمم تكمن اليوم في العقول بالدرجة الأولى، ثم تأتي بعدها الثروات المادية الكامنة في باطن الأرض أو على سطحها ، أن العالم صار يتعامل فعلا مع صناعات معرفية تكون الأفكار منتجاتها والبيانات مواردها الأولية، إلي حد باتت المعرفة المكون الرئيس للنظام الاقتصادي والاجتماعي المعاصر ومن هذا المنطلق أصبحت البشرية على عتبة عصر جديد تلعب فيه إجراءات حقن الاختراعات في الاقتصاد
خلاصة القول أن المعرفة لم تعد قوة عصر السرعة والانترنت والكمبيوتر ، أنما تطبيق المعرفة ، أبحث أنت عن المعرفة ، فالمعرفة لا تبحث عن أحد ، واهم العوائق رواسب الجهل وسيطرة العادة ، والتبجيل المفرط لمفكري الماضي ، وأدراك جهلك خطوة كبيرة في اتجاه المعرفة
كاتب المقال الروائي ..د..أسعد الهوارى الشركة العامة للبترول