للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

عذراً..هذا القناع لا يليق بك…شيماء محمد

عذراً..هذا القناع لا يليق بك…شيماء محمد
شيماء محمد

06:54 pm 20/12/2021

| رأي

| 3767


أقرأ أيضا: Test

عذراً..هذا القناع لا يليق بك…شيماء محمد 


 
لطالما كان ارتداء الأقنعة بمثابة لعبة للتسلية، أو وسيلة لإضفاء المرح على الحفلات؛ وأصبح إخفاء الهوية حلما يتهافت عليه الأطفال، ويرتدون أقنعة الأبطال الخارقين كأنهم مقتنعون بأن دورهم فى إنقاذ العالم قد يحين يوما ما، بينما يفضل آخرون التخفى وراء أقنعة الحيوانات خاصة المفترس منها، ربما سعيا وراء قوة افتراضية، لكن الملحوظ أن الغالبية يتسابقون فى إخفاء الوجه البشرى.  


الآن انقلبت الآية. أصبح وجه الإنسان هو القناع الذى يتوارى خلفه، ويتحول إلى بطاقة مرور آمنة تفتح الأبواب المغلقة، لأن هذا القناع الطبيعى يخفى وراءه هوية الغيلان والوحوش والطيور الكاسرة والزواحف أيضا، فكم من غول يتلذذ بمضغ لحم أخيه عندما يلوك سمعته. كم من إنسان يمتلك الوجه الرقيق ويتمتع بملامح جذابة، تساعده فى الإيقاع بضحاياه من الجنسين، يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض عليهم، ولا يتركهم حتى تفيض أرواح قلوبهم، ويصيرون كالموتى الأحياء، كل منهم خالى الوفاض مكسور الفؤاد. صاحب قناع آخر ينقض على ما يخص غيره، كطائر كاسر يتحين الفرصة، يترقب إنشغال الغير ليختطف منه ما حصل عليه بتعبه، وذرف دما ودموعا فى سبيل تحقيقه، بضع ثوان غفلها كانت كفيلة بإرجاء أى فرصة له فى التمتع بما جناه، بل أصبح يعانى وهو يرى حلمه لقمة سائغة فى فم غيره.


كل الأقنعة السابقة ذات هدف واضح ومحدد هو إشباع الحاجة، لكن المحير وجود قناع آخر أكثر انتشارا فى الآونة الأخيرة، ربما هو أشد شبها بالزواحف، ويعد خليطا فريدا لأكثر من نوع، يتلون كحرباء، ويتوارى خلف قناع الصديق الناصح المتفانى فى أداء دوره بقلب صادق، بينما يلتف حول عنق صاحبه بنعومة حية، يُدبر له المكائد ويبث السم فى الآذان، فمن يُصدق أن" شريك الحلم الواعد" هو من يقتلك ببطء وبدم بارد؟ رجاء أيها السادة اخلعوا الأقنعة. لستم بحاجة اليها الآن؛ فوجه الإنسان أصبح الأشد قسوة، والأكثر إثارة لرعب سائر المخلوقات. 
 

الحيوان لا يصطاد على سبيل التسلية، والوحوش لا تقتل الا لسد الجوع، والزواحف لا تتلون إلا لحماية نفسها. فما عذرك أنت أيها الإنسان في التلون كالحرباء والزحف كالأفعى والانقضاض كالصقر والقتل كالنمر الجائع؟ لقد خلقنا الله تعالى وأنعم علينا بالعقول لنُفرق بين الحاجة والغريزة. لم يمنحنا القلب كنقطة ضعف، فمشاعرنا هى ما تجعل الإنسانية سمة أساسية بنا، لهذا أنصح كل إنسان: عد إلى ارتداء قناعك القديم، عذرا فهذا القناع لا يليق بك

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟