09:22 am 11/12/2021
| رأي
| 2435
وسط ضجيج المستشفيات ننظر لوجوه وعيون المتواجدين نجدهم وكأنهم في غربه عن ذويهم، كل منهم يدور في فلكه الخاص، ليتسارع العالم من حولنا ما بين صراخ قاتل وسكون مفجع، ما بين محاولات صمود القلوب وتمسك الروح بالأجساد وبين إنهيار العيون بالدموع، وفي أحلك الظروف ظلمة، وفي خضم كل ذلك الألم يظهر وميض أمل، لتتكشف أمامنا صراعات الحياة المتباينة ويولد في داخلنا الإشراق بعد العتمه، ذلك الأمل الذي بالرغم من بعده أو صعوبته الا أنه المنقذ الفعلي للعديد من الأرواح التي أتعبها الصراع، وندرك مجدداً أن الألم لم يكن سوى وجهاً من وجوه النور الذي ربما يأتي من بعيد، لكنه قادر علي ان يزيح العتمه ويضيء لنا الطريق، ففي كل يوم نتلقي رسالة من الله، فقد نُبتَلىَ بمرضٍ أو فقد حبيب ولكن كل ذلك ليس سوي غطاء للكشف عن الصديق من العدو ولتحديد الحبيب من الحاقد والصادق من المنافق، فأغلب من حولنا يرتدي أقنعة كثيرة، ولعل الألم هو السلاح الفعال الكاشف لتلك الأقنعة لتظهر لنا حقيقة من حولنا من وجوه، وتتكشف أمامنا ما تحويه بواطن النفوس ويتوارى خلف الوجوه المقنعة، لنبدأ عن قرب في التعامل مع الأمواج المتلاطمة التي تحويها تلك النفوس والتي تكَشَفت أمامنا فجأة.
حتي نفوسنا نحن في الكثير من الأحيان تحتاج ان نبحث داخلها لنستشعر حالتها، فربما مَرضَت أو ذَبُلت وكادت ان تموت …. نعم فالنفوس تمرض وتذبل وقد تموت هي الأخرى …. نعم تموت ونحن مازلنا أحياء، فنجد أنفسنا في عتمة ظلام دامس محاصرون في بئر الوحدة، ولكن كل ذلك يصلحه التمسك بالأمل، ففي كل يوم نعيشه تشرق شمس جديدة تُذهِب عتمه الليل ليأتي فجر جديد محملاً بآمال وأحلام جديدة، وحتماً سيعوضك الله عن كل باب أُغلِق وعن كل حلم تبخر وسيضمد الله ألمك وسيفتح لك ألف باب أمل جديد لتبقي حياً في عالم يفنى كل يوم ويحيا مجدداً بالأمل.