04:45 am 05/12/2021
| رأي
| 2912
أن السعادة حق لكل مواطن إلا أن الدلائل تشير إلي أن تغيير الإنسان لمستوي السعادة في حياته ليس بالأمر اليسير ، فهي تشير إلي أن لكل مناً حيزاً أو مدي محدوداً من السعادة وتبدو صغيرة عندما تكون بين يديك وعندما تخسرها تدركها.
وليست هناك سعادة دون القيام بشيء ويسعى كل إنسان على وجه الأرض إلى البحث عن السعادة، فبرغم اختلاف الناس في مذاهبهم وأعراقهم، ومشاربهم ومبادئهم، وغاياتهم ومقاصدهم، إلا إنهم يتفقون في غاية واحدة؛ طلب السعادة والطمأنينة، وإذا سألت أي إنسان: لم تفعل هذا؟ لقال: أريد السعادة!! سواء أقالها بحروفها أم بمعناها، بمدلولها أم بحقيقتها فما هي السعادة؟ هي الشعور المستمر بالطمأنينة والأريحية والبهجة، وهذا الشعور السعيد يأتي نتيجة للإحساس الدائم بثلاثة أمور: خيرية الذات، وخيرية الحياة، وخيرية المصير.
والسعادة ليست في أن يكون عندك الكثير جداً وإنما السعادة في أن تحب الدنيا والناس وأن تواتيك الفرصة لتأخذ نصيب قليل من خيراتها فإن القليل الذي تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذي لا تحبه والقليل الذي يحرك الشهية بينما الكثير يميتها وبلا شهية لا وجود للسعادة، فإن السعادة في معناها الوحيد الممكن هي حالة الصلح بين الظاهر والباطن بين الإنسان ونفسه والآخرين وبين الله فينسكب كل من ظاهرة وباطنه في الأخر كأنهما وحدة ، ويصبح الفرد منا وكأنه الكل – وكأنما كل الطيور تغني له وتتكلم لغته ، وليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة وشقاء وإنما اختلاف مواقف فهناك نفس تعلو علي شقائها وتتجاوزه وتري فيه الحكمة والعبرة ، وتلك نفوس مستنيرة تري العدل والجمال في كل شيء ، وهناك نفوس تمضغ شقائها وتجره وتحوله إلي حقد أسود وحسد ،وتلك هي النفوس المظلمة والمتمردة علي أفعالها وكل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي حين يكون الشقاء الحقيقي أو السعادةالحقيقية ،وأبواب السعادة لا تفتح إلا من الداخل، من داخل نفسك تجيئك من الطريقة التي تنظر بها إلى الدنيا ومن الطريقة التي تسلك بها سبيلك ، وفي الأرض ما يكفي لحاجات كل الناس ولكن ليس فيها ما يكفي أطماعهم .
خلاصة القول أن السعادة ليست في الجمال ولا في الغني ولا في الحب ولا في القوة ولا في الصحة ولا في السلطة ..السعادة في استخدامنا العاقل لكل هذه لأشياء التي وهبها الله لنا .
كاتب المقال الروائي الدكتور أسعد الهوارى