الكاتب : سليمان جودة |
06:53 pm 25/11/2021
| رأي
| 2495
كمّل جميلك يا فندم!
هذا مشروع قانون تأخر عشر سنوات على الأقل، ولكن أن يأتى متأخرًا وأن تفكر فيه الحكومة وهى تتأهب للانتقال إلى العاصمة الإدارية، خير من ألا يأتى بالتأكيد!.
والأهم أن يمر مشروع القانون الجديد فى مجلس النواب بسرعة، وأن يتحول إلى قانون نافذ فلا يتلكأ بين أروقة المجلس أو يدخل ثلاجته الشهيرة!.
إننى أتكلم عن مشروع قانون ناقشته الحكومة فى اجتماعها، الأربعاء، وينص فى إحدى مواده على إخلاء الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتبارية لغير الأغراض السكنية.. وكنت قد ناديت بهذا مرارًا فى هذا المكان على مدى أكثر من عشر سنوات.. وفى وقت إخلاء مطار إمبابة قبل ٢٥ يناير، كنت قد كتبت أدعو لتحويله إلى مجمعات مدارس تتخللها الحدائق والملاعب، ولو كان شيئًا من هذا قد حدث، ما كانت القاهرة قد عاشت مع المعاناة التى تعرفها حاليًا!.
لقد عانت العاصمة وتعانى، ليس من دواوين الوزارات التى ستنتقل إلى العاصمة الإدارية.. فهذه أمرها هين.. وإنما عانت وتعانى من الشركات التى تعمل من داخل شقق سكنية، وعانت وتعانى من البيوت التى تحولت إلى مدارس داخل الأحياء السكنية.. ولايزال حى الزمالك هو أشهر الأحياء التى عانت من هذه الظاهرة وتعانى كلما بدأ العام الدراسى وانتظم!.
ولم تكن الخسارة فى المرور، وفى الزحام، وفى الضجيج، وفى التلوث، وفقط، ولكن الخسارة الأكبر كانت ولاتزال فى كل طالب حصل على تعليمه فى شقة لا تصلح مدرسة تحت أى ظرف.. فالمدارس لها مواصفات فى كل الدنيا، وما لم تتوافر هذه المواصفات فى المكان الذى يتلقى الطالب فيه تعليمه، فهو لم يتعلم ولم يذهب إلى مدرسة مهما حصل على شهادات!.
وإذا كانت حكومة الدكتور مصطفى مدبولى قد امتلكت الشجاعة فى إعداد مشروع القانون الجديد، فهى مدعوة إلى أن تتم جميلها على القاهرة إلى نهايته، وهى مدعوة إلى أن تمضى فى الملف إلى آخره، وهى مدعوة إلى أن تجهز البديل الذى يستوعب هذه الإخلاءات المرتقبة!.
لا أعرف إلى أين انتهى الحال بمطار إمبابة، ولكن ما أعرفه أنه كان حلًا مثاليًا لمجمع كبير يستوعب مدارس الزمالك، والعجوزة، والدقى.. ولا أعرف فى أى شىء تفكر حكومة مدبولى وهى تصوغ مشروع القانون الجديد، ولكن ما أعرفه أن القاهرة مسؤوليتها، وأن التاريخ سيسجل عليها ماذا فعلت فى هذه المسؤولية!.
كمل جميلك يا دكتور مدبولى.. فالقاهرة تستحق!.. والتعليم عندنا يستحق ويستحق.
-المصري اليوم