11:53 am 22/11/2021
| طاقة
| 2368
وقّعت الإمارات والأردن وإسرائيل، اليوم الإثنين، مذكرة تفاهم لبناء محطات للطاقة الشمسية وتحلية المياه، وصفه بعضهم بأنه اتفاق "الكهرباء مقابل الماء".
بموجب الاتفاق الذي جرى توقيعه بجناح الإمارات في معرض إكسبو 2020 دبي، بحضور المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، سلطان الجابر، سيجري إنشاء محطات للطاقة الشمسية في الأردن لتزوّد إسرائيل بما تحتاجه من الكهرباء، وفي المقابل سيجري إنشاء محطات تحلية مياه في إسرائيل تزوّد عمان باحتياجاتها من المياه الصالحة للشرب.
يأتي إعلان النوايا -الذي جرى توقيعه- بهدف تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة وتحلية المياه من خلال إيجاد حلول عملية لتداعيات تغيّر المناخ وتأثيراته في أمن الطاقة والمياه في المنطقة.
يتضمن إعلان النوايا مشروعًا واحدًا مؤلفًا من محورين مرتبطين مع بعضهما، وهما برنامج "الازدهار الأخضر" الذي يشمل تطوير محطات طاقة شمسية في الأردن بقدرة إنتاجية تبلغ 600 ميغاواط على أن يُصدَّر كامل إنتاج الطاقة النظيفة إلى إسرائيل.
ويتضمن المحور الثاني برنامج "الازدهار الأزرق" تطوير مشروعات تحلية مياه مستدامة في إسرائيل لتزويد الأردن بنحو 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، ومن المقرر أن يبدأ العمل في دراسات الجدوى الخاصة بهذا المشروع في عام 2022.
يحتلّ الأردن المرتبة الثانية على مستوى العالم بصفته أكثر دولة تعاني من شحّ المياه، إذ تبلغ حصة الفرد السنوية من الموارد المتجددة للمياه 80 مترًا مكعبًا فقط، وهي أقلّ بكثير من النسبة المحددة بـ 500 متر مكعب للفرد، والتي تكشف عن شحّ شديد في المياه.
كما تهدف إسرائيل إلى توفير 30% من احتياجاتها للطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، بزيادة 17% عن الهدف الذي حددته سابقًا، إذ تتطلع إلى الوصول للحياد الكربوني في قطاع الطاقة بحلول عام 2050.
قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان: "إن تغيّر المناخ يفرض تبعات سلبية عديدة على دول ومجتمعات منطقة الشرق الأوسط.. ويؤكد الإعلان المهم حرص دول المنطقة على العمل معًا من أجل تعزيز أمن الطاقة وأمن المياه، وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع".
وأضاف: "نفخر في الإمارات بالمساهمة في صياغة مبادرة تجمع بين الأردن وإسرائيل، وتسهم في تعزيز أمن الطاقة والمياه والأمن المناخي والمصالح المشتركة لكلا البلدين".
وتابع: "تمثّل الخطوة إحدى ثمار الاتفاقيات الإبراهيمية التي تهدف إلى تعزيز السلم والاستقرار والازدهار على المستوى الإقليمي، وتحسين الظروف المعيشية وفتح آفاق مستقبلية أفضل لكافة شعوب المنطقة".
من جانبه، قال سلطان الجابر: "يؤكد الإعلان أهمية إيجاد حلول عملية وفرص للنمو الاقتصادي من خلال العمل المناخي الذي يسهم في تعزيز أمن الموارد.. كما تسهم الخطوة في مدّ جسور التعاون وتعزيز الاستقرار والنمو على مستوى المنطقة".
وأضاف: "تفخر الإمارات بالمشاركة في المبادرة التي تسهم في توفير المياه العذبة للأردن، وكذلك تساعد في تحقيق أهداف دولة إسرائيل في مجال الطاقة النظيفة".
وأشار إلى أن الشراكة تمثّل نموذجًا للتعاون الشامل في مجال العمل المناخي، فهي تجمع بين الجهود السياسية المثمرة، والاستفادة من الابتكار، والعمل بروح الشراكة لتحقيق نتائج عملية تستفيد منها دول وشعوب المنطقة".
قال وزير المياه والري الأردني، محمد النجار: "أسهم التغير المناخي وتدفّق اللاجئين في تفاقم التحديات المائية بالأردن.. لكن هناك العديد من فرص التعاون على مستوى المنطقة التي من شأنها المساهمة في تعزيز الاستدامة ضمن القطاع.. وتعدّ تحلية المياه عنصرًا أساسيًا في إستراتيجيتنا الشاملة الخاصة باستدامة قطاع المياه".
وأشار إلى تطلُع بلاده لاستكشاف مختلف السبل الكفيلة بتعزيز الموارد المائية، ومنها الحصول على 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة، في إطار إعلان مبادرة التعاون".
وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار: "لا تقتصر أهمية الإعلان على إسرائيل والأردن وحسب، لكنها تشمل المنطقة بأسرها، كما إنه يمثّل رسالة للعالم مفادها أنه على الدول التعاون وتوحيد الجهود من أجل مكافحة أزمة المناخ".
وأضافت: "مع اختلاف احتياجات وقدرات بلدينا، يمكننا تحقيق التكامل ومساعدة بعضنا في التصدي للتحديات باتّباع أساليب أكثر استدامة وكفاءة وصديقة للبيئة".
وأوضحت أن الأردن يمتلك مناطق شاسعة تتّسم بوفرة أشعة الشمس، "وهي مقومات مثالية لنشر حقول ألواح الطاقة الشمسية وتوظيف حلول توليد الكهرباء وتخزينها، في المقابل، تمتلك إسرائيل محطات تحلية مياه يمكن أن تساعد الأردن في مواجهة مشكلة شحّ المياه لديها".
من جانبه، قال المبعوث الرئاسي الأميركي للمناخ، جون كيري: إن "الشرق الأوسط في صدارة المناطق المتأثرة بتبعات أزمة المناخ، ويمكن لدول المنطقة التغلب على هذا التحدي من خلال تعزيز التعاون والعمل المشترك".
وأشار إلى أن المبادرة تجسّد مثالًا على أهمية التعاون، وما يمكن أن يفضي إليه من نتائج تسهم في تسريع عملية تحوّل الطاقة، واتخاذ إجراءات أكثر مرونة لمواجهة آثار تغيّر المناخ.
يعدّ الاتفاق أكبر مشروع تعاون إقليمي فريد بين إسرائيل والأردن منذ توقيع اتفاقية السلام بينهما عام 1994، حسبما ذكر موقع والا الإسرائيلي.
وكان من المفترض توقيع الاتفاق قبل أسبوعين خلال قمة المناخ كوب 26 في غلاسكو، لكن رئيس الورزاء الإسرائيلي طلب تأجيل التوقيع.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار، إن السبب هو الخوف من أن يؤدي توقيع الاتفاق إلى انتقادات من المعارضة، مما قد يعرّض عملية إقرار الميزانية للخطر.