09:46 am 19/11/2021
| طاقة
| 2022
دأب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على دعم إنهاء استهلاك الفحم وتقليل أرباحه
شهدت محطات توليد الكهرباء بالفحم في أوروبا سلسلة إغلاقات عام 2020 نقص الغاز الطبيعي عرّض أوروبا لخطر العجز في توليد الكهرباء وتوفير وقود التدفئة عادت محطات توليد الكهرباء لاستخدام الفحم والليغنيت البني لسدّ الفجوة
أدى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أنحاء عديدة من أوروبا إلى انتعاش محطات توليد الكهرباء بالفحم وجني أرباح ضخمة، على خلاف سياسات المناخ الأوروبية، وهو ما يمثّل انتكاسة لجهود خفض انبعاثات الكربون.
فقد دأب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على حثّ زعماء العالم، في قمة المناخ كوب 26، لدعم إنهاء استهلاك الفحم وتقليل أرباح مصادر الانبعاثات مثل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، وتحويل رأس المال نحو طاقة صديقة للبيئة، لكن دون جدوى.
شهدت محطات توليد الكهرباء بالفحم في أوروبا سلسلة إغلاقات في عام 2020، وتوقّع محللون أفول عصر الفحم، لكن نقص الغاز الطبيعي عرّض أوروبا لخطر العجز في توليد الكهرباء وتوفير وقود التدفئة بحلول الربيع المقبل، حسبما نشرته صحيفة "ذا وول ستريت جورنال".
وهكذا عادت محطات توليد الكهرباء لاستخدام الفحم والليغنيت البني لسدّ الفجوة، وجنت تلك المحطات أرباحًا وفيرة، وتضاعفت الأرباح مجدّدًا هذا الأسبوع، بعد أن بدّد المنظمون الألمان آمال التجّار في الحصول على موافقة سريعة على خط الأنابيب نورد ستريم 2.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة عارضت خط الأنابيب نورد ستريم 2، الذي سيضاعف قدرة روسيا على تصدير الغاز مباشرة إلى ألمانيا، وقد ربط الكرملين صادرات الغاز الإضافية بالحصول على الضوء الأخضر.
وقالت رئيسة قسم تحليل السوق لدى شركة "فيرتيس إنفايرونمنتال فاينانس" المَجَرية المعنية بتداول ائتمانات الكربون الضريبية، برناديت باب، إن غلاء أسعار الغاز هو السبب في استخدام الفحم والنفط وجميع أنواع الوقود الملوِّثة.
وأضافت أن العديد من عملاء مرافق توليد الكهرباء في وسط وشرق أوروبا تحوّلوا إلى الفحم، لأن أسعار الغاز ارتفعت إلى مستويات قياسية هذا العام.
ارتفاع أسعار الكهرباء
أفاد محللون أن أسعار الغاز تتحكم بأسواق الطاقة في أوروبا، لذلك بلغت أسعار الكهرباء مستويات عالية تاريخيًا في المملكة المتحدة وألمانيا وأماكن أخرى.
في المقابل، انخفضت أسعار الفحم منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما بدأت الصين في الطلب على الوقود في محاولة لتجنّب انقطاع التيار الكهربائي في فصل الشتاء.
وأصبحت محطات توليد الكهرباء بالفحم تطلب أسعارًا مرتفعة للكهرباء المولَّدة بالفحم الذي انخفض سعره إلى النصف خلال الشهر الماضي.
وتمكنت محطات توليد الكهرباء بالفحم في ألمانيا، حتى تاريخه من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من تأمين 57.10 يورو، أي ما يعادل 64.65 دولارًا، لكل ميغاواط /ساعة من الكهرباء التي ستولدها في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأشارت بيانات منصة أرغوس ميديا، التي يعود تاريخها إلى عام 2017، باستثناء هذا الخريف، إلى أن هذا السعر يُعدّ أعلى بـ4 أضعاف من أعلى مستوى سابق، وأصبحت محطات الوقود تطلب 2.26 يورو لكل ميغاواط /ساعة من كهرباء الحمل الأساس التي تولدها الشهر المقبل.
قال المحلل في منصة أرغوس ميديا، جوستين كولي، إن أسواق الطاقة والكربون المستقبلية تظهر أن محطات توليد الكهرباء بالفحم ستكون أكثر ربحية من منافسيها من الغاز حتى عام 2023.
ولا تزال ألمانيا، من بين الاقتصادات الكبرى في أوروبا، تعاني من أكبر إدمان على استهلاك للفحم والليغنيت، فقد ولّدت نحو 40 غيغاواط من الكهرباء من نوعي الوقود في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الثاني، وهو أكبر عدد في هذا الوقت من العام منذ 2018، وفقًا لأرغوس ميديا.
من جهتها، قفزت أسعار الانبعاثات بنسبة 14% خلال الشهر الماضي، لتصل إلى نحو 67 يورو للطن المتري من ثاني أكسيد الكربون، وارتفعت تلك الأسعار بموجب اتفاقية في غلاسكو بشأن القواعد الخاصة بكيفية قيام الدول والشركات بتداول الائتمانات عبر الحدود.