02:15 pm 09/11/2021
| متابعات
| 1754
تنعكس أصداء حالة الطوارئ المُناخية في تصريحات نشطاء البيئة الداعين إلى الامتناع عن استثمار كميات النفط والغاز الكبيرة في بحر الشمال والتحول إلى الطاقة النظيفة، في حين يرى المشتغلون في الصناعة أن التوقف عن استخراج النفط لن يوقف الطلب عليه.
ورصد الفيلم الوثائقي "بلاك بلاك أويل"، الذي أنتجته قناة إسكتلندا في هيئة الإذاعة البريطانية، في إطار دراما العمل المناخي العالمي، آراء المديرين التنفيذيين لشركات النفط ونشطاء البيئة الشباب بشأن المسائل الحيوية المرتبطة بمستقبل صناعة النفط والغاز.
ويرى العلماء أنه ينبغي إبقاء مستوى حرارة الكوكب دون مستوى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن، من أجل الحفاظ على العالم آمنًا، وفقًا لما نشره موقع "بي بي سي نيوز" باللغة الإنكليزية
وفي وقت سابق من هذا العام، أفادت وكالة الطاقة الدولية، التي وضعت خطة تفصيلية للوصول إلى الحياد الكربوني والتخلص من الوقود الأحفوري، بأنه لا ينبغي الاستثمار في مشروعات إمدادات الوقود الأحفوري الجديدة.
قالت الرئيسة التنفيذية لهيئة النفط والغاز في المملكة المتحدة، ديردري ميتشي، إن المجتمع مدمن الطلب على النفط والغاز، وإن التوقف عن استخراجه لمجرّد التوقف لن يوقف الطلب عليه.
وأوضح مؤلف كتاب "كرود بريطانيا"، جيمس ماريوت، أن الاستكشاف التخيلي لبحر الشمال في أواخر الستينيات تحول إلى اندفاع للثروة والذهب، بعد أن عثرت شركة بي بي البريطانية على النفط في حقل فورتيز الضخم، على بُعد 161 كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من مدينة أبردين.
وقال إن شهر يونيو/حزيران 1975 شهد استخرج أول كمية نفط من بحر الشمال، وبلغ الاستخراج ذروته في عام 1999، واُستُخرِج نحو 45 مليار برميل حتى الآن.
وعلى الرغم من أن استخراج النفط والغاز أصبح صعبًا الآن فإن الاحتياطيات كبيرة، ومن الممكن استمرار الإنتاج لمدة تتراوح بين 20 و30 عامًا أخرى، وتبيّن أن حقل كامبو النفطي، غرب مدينة شتلاند، الذي يحتوي على أكثر من 800 مليون برميل من النفط، مثير للجدل.
ويمكن أن يبدأ الحفر في حقل كامبو في وقت مبكر من عام 2022 ويستمر لمدة 25 عامًا، في حالة موافقة هيئة النفط والغاز البريطانية.
قال المنظم الإقليمي لنقابة عمال السكك الحديدية والنقل البحري والمواصلات (آر إم تي)، جيك مولوي: إنه حتى لو توقف الاستخراج في بحر الشمال غدًا، لن يتوقف استخدام النفط والغاز وسيُستورَدان لسنوات مقبلة، لأن 80% من التدفئة المنزلية تعمل حاليًا بالغاز الطبيعي.
واقترح استغلال النفط والغاز بوصفهما جزءًا من عملية تحول الطاقة، بدلًا من إيقاف الاستخراج في بحر الشمال.
وبدوره، يصف نائب رئيس شركة "بي بي" في بحر الشمال، إيميكا إيميمبولو الاستغناء عن المشتقات النفطية، التي اُستخدِمت في النقل والتدفئة والتصنيع، لعقود من الزمن، بأنه يشبه استبدال جميع الأوردة في جسم الإنسان.
وقال إن شركته تحاول تنفيذ تحول الطاقة، حيث كانت "بي بي" لاعبًا بارزًا منذ بداية استكشاف بحر الشمال وحتى وقت قريب شغَّلت 22 حقلاً، وانخفض عددها الآن إلى 6 فقط.
وأضاف أن الشركة ستحافظ على مستوى معين من إنتاج النفط والغاز بمرور الوقت، لكنها تزيد من استثماراتها في أشكال الطاقة غير النفطية والغازية أيضًا.
وأوضح أن الشركة تشارك في عملية تأجير مشروع "سكوت ويند"، بهدف بناء مزارع الرياح البحرية، لكن العملية الممتدة من الحصول على عقد الإيجار إلى تركيب التوربينات يمكن أن تصل إلى 10 سنوات.
ومن جهتها، تراجعت شركة شل، إحدى الشركات الرئيسة في بحر الشمال، خطوة إلى الوراء، مع أنها تملك نسبة 30% من مشروع تطوير حقل كامبو المثير للجدل دون أن تشغله.
يرى نشطاء المناخ أن التخلف عن التصرف بسرعة كافية للاستغناء عن الوقود الأحفوري يسمح لشركات النفط بالاستمرار، ما يجعل معالجة حالة الطوارئ المناخية أكثر صعوبة.
وتقول الناشطة الإسكتلندية الشابة هولي جيليبراند: إن الناس سيعيدون النظر في عصر النفط هذا ويفكرون في مدى سخافته.
وقال كبير المستثمرين المسؤولين في مؤسسة "أفيفا إنفسترز"، ستيف وايغود: إن أسواق الاستثمار كانت غير أخلاقية ولا تهتم إلا بعائدات الأسهم.
وأضاف أن عائدات النفط شهدت انخفاضًا كبيرًا خلال العقد الماضي، في حين تحسّنت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تحسنًا كبيرًا.
وأوضح أن بورصة لندن تُعدّ من أسوأ البورصات في العالم من ناحية التعرض لشركات النفط الكبيرة المدرجة فيها.
وبيّن أن معاشات الناس التقاعدية ومدخراتهم واستثماراتهم تُستخدَم في تمويل مستقبل لا يريد أحد رؤيته، ولكن لا أحد يدركه.
وقالت المحامية المتخصصة في شؤون المناخ تيسا خان إنه لهذا السبب يتعيّن التحول إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عاجلًا.
وأضافت أن مواصلة الاعتماد على النفط والغاز في غضون 30 عامًا تمثّل خطًا فادحًا يفوِّت فرصة ريادة تحول الطاقة.