05:32 am 04/11/2021
| رأي
| 2069
على الرغم من أن الحب لا يحتاج لتاريخ للاحتفال لكن العالم إتفق على 14 فبراير من كل عام والذي يرجع أصله لرواية القديس سان فالنتين الذي أُعدَم في هذا التاريخ، بسبب عقده زيجات مسيحية سراً، ومن إسمه جاء اسم عيد الحب او ما يعرف عالمياً بإسم "الفالنتاين".
أما مصر فهي تحتفل بهذا العيد مرتين، الأولى في التاريخ المتفق عليه عالمياً والثانية اليوم الرابع من نوفمبر والذي يعود إلى مقال بعنوان "فكرة" لمصطفى أمين نُشر عام 1974 بجريدة أخبار اليوم ويتناول قصة واقعية عاش أطوارها، فهو غالبا ما يختار تواريخ مرتبطة بحياته الشخصية مثل اختياره لتاريخ عيد الأم المصري، الذي يوافق تاريخ وفاة والدته".
حيث روى الكاتب في ذلك المقال أنه شاهد، في هذا التاريخ أي الرابع من نوفمبر، جنازة في حي السيدة زينب بوسط القاهرة، فتعجب من وجود ثلاثة رجال فقط لاغير يسيرون في الجنازة، إذ من المعروف عن المصريين أنهم يشاركون عادة في الجنازات بأعداد وفيرة حتى ولو كان الميت لا يعرفه أحد، فاقترح على القراء في عمود فكره انه يحدد يوم يجدد فيه كل شخص حبه للاخر واقترح القراء يوم 4 نوفمبر فاختار أمين "فكرة" هذا التاريخ واقترح أن يكون عيدا للحب بهدف نشر السلام والمودة بين أفراد المجتمع، وليكون أيضا نافذة أمل للجميع للتخلص من همومهم.
أمين في هذا اليوم لم يتطرق لحب العشاق ولكن الحب بمعناه الواسع الشامل بدءا من حب الله والأسرة والجيران والأصدقاء والناس جميعا، فكتب: "نريد أن نحتفل لأول مرة يوم 4 نوفمبر بعيد الحب، حب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا، هذا الحب سوف يعيد إلينا كل فضائلنا ويبعث كل قيمنا، يوم كانت النخوة طابعنا والمروءة ميزتنا والشهامة صفتنا"، وبمرور الوقت انتقلت تلك الدعوة من مجرد "فكرة" للكاتب مصطفى أمين إلى عيد للحب بين المصريين، وبات يوم 4 نوفمبر من كل عام عيداً للحب في مصر.
وبعد مرور ما يقرب من نصف قرن علي فكرة الكاتب الكبير مصطفي أمين، دعونا نتساءل هل مازلنا نحتاج اي اعياد حب ؟ ام نحن في أحوج الاوقات لنتعلم الحب ونعلمه لأبنائنا قبل ان نحتفل به.