في زخم قضايا تغير المناخ، وتزامنًا مع انعقاد قمة كوب 26، ما تزال العديد من الدول في أنحاء العالم كافة تعتمد على الفحم كونه مصدرًا رئيسًا في توليد الكهرباء.
ورغم أن إنتاج الكهرباء عبر استخدام الفحم تراجع بوتيرة قياسية العام الماضي، بلغت 4% (أو ما يعادل 346 تيراواط)، فإن أكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة يظل المصدر الأكبر في التوليد، إذ يُنتج 34% من الكهرباء عالميًا، وفق بيانات شركة الأبحاث المعنية بالمناخ والطاقة، إمبير (Ember).
ويأتي ذلك على الرغم من عمليات تحوّل الطاقة والجهود العالمية في سباق التخلص من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة، والانتقال إلى أنواع الوقود النظيف.
مع أزمة الطاقة الحالية، تحوّلت العديد من محطات توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي إلى الفحم؛ ما دفع أسعار الأخير لتسجيل قفزة قوية.
ومع ذلك، من أجل وصول العالم للحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، ينبغي خفض توليد الكهرباء عبر الفحم بنحو 14% سنويًا هذا العقد.
وهذا يعني أنه يجب على دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وقف حرق الفحم لإنتاج الكهرباء بحلول 2030، وأن تحذو بقية دول العالم حذوها بحلول عام 2040.

قائمة الـ10 الكبار
تتصدر الصين قائمة الـ10 الكبار من حيث الأكثر إنتاجًا للكهرباء عبر استخدام الفحم، تليها الهند والولايات المتحدة واليابان على التوالي، بحسب المراجعة الإحصائية لشركة (بي بي) البريطانية لعام 2020.
ووفقًا لشركة إمبير، فإن هذه البلدان الأربعة مسؤولة عن أكثر من ثلاثة أرباع الكهرباء المولدة عبر الفحم عالميًا (ما يوازي 76% أو 6626 تيراواط).
وتضم القائمة بلدانًا أخرى، مثل: كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا وإندونيسيا وروسيا وأستراليا وألمانيا وتايوان، على الترتيب.
وتجدر الإشارة إلى أن الصين وحدها كانت مسؤولة عن أكثر من نصف الكهرباء المولدة باستخدام الفحم عالميًا عام 2020.
من المرجح أن يظل الفحم جزءًا مهمًا من مزيج توليد الكهرباء عالميًا، رغم توقعات انخفاض استخدامه مصدرًا للتوليد بحلول عام 2030، حسب السيناريو الأساس لآفاق الطاقة الدولية الصادر مؤخرًا عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

وبحسب التقرير الشهري لإدارة معلومات الطاقة، فإنه من المتوقع ارتفاع استخدام الفحم بمزيج توليد الكهرباء في الولايات المتحدة بنحو 22% خلال عام 2021، بينما قد تكون أول زيادة منذ عام 2014.
وتؤكد وكالة الطاقة الدولية أنه من أجل تلبية أهداف المناخ، تعتمد السيناريوهات كافة على تسارع انخفاض استخدام الفحم، بصفته أكثر أنواع الوقود إطلاقًا للانبعاثات من حيث كثافة الكربون.