11:50 am 28/10/2021
| رأي
| 3770
تحدثت سابقاً عن الطاقة الخضراء ومصادرها وأهميتها والآن أتحدث لكم عن أحد أنواع هذه الطاقة وهو الهيدروجين الأخضر (الهيدروجين المائي )،
ويتم الحصول عليه من التفاعلات الكهروكيميائية. الهيدروجين في العموم يرمز له كيميائياً بـ H وهو عنصر ثنائي يكتب هكذا H2 وهو غاز عديم اللون والرائحة وهو خفيف جدا ومتوفير بكثره وشديد الإشتعال وينتج عنه طاقة هائلة ويوجد أنواع من الهيدروجين وهي :-
الهيدروجين الرمادي : - Gray Hydrogen
هو الهيدروجين الذي ينتج من عملية الإنتاج التقليدية من الغاز الطبيعي وهو يحتوي على ثاني أكسيد الكربون ويُطلق عليه الهيدروجين الرمادي.
الهيدروجين الأزرق :-Blue Hydrogen ( الهيدروجين النظيف )
ينتج بنفس الطريقة التقليدية السابقة ولكن يعالج ويتم إزالة ثاني أكسيد الكربون منه وعندها يُعرف بالهيدروجين الأزرق النظيفClean Hydrogen وهو ما يسعى اليه العالم .
الهيدروجين الأخضر :- Green Hydrogen ( الهيدروجين الآمن )
هو الهيدروجين الخالي تماما من ثاني أكسيد الكربون بواسطة التحليل الكهروكيميائي للماء بإستخدام قطبي الخلية (Anode – Cathode ) من خلال مرور تيار كهربائي بإستخدام أحد مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح بعد تحويها إلى كهرباء ، حيث أنه يمكن تخزين الكهرباء الفائضة أو تصديرها في صورة هيدروجين أخضر بدلا من تخزينها في أعداد كبيره من البطاريات أو مد خطوط طويلة ومكلفة .
ومن خلال التحليل الكهربائي للماء نجد أن غاز الهيدروجين يتولد عند قطب الكاثود Cathodeأما غاز الأكسجين يتجمع يتصاعد من قطب الأنود Anode .
لذلك إتجهت العديد من الأبحاث والدراسات حديثا نحو التقليل من الإنبعاثات الكربونية من خلال إستخدام كلً من الغاز الطبيعي وكذلك الهيدروجين الأخضر حيث أنها تستخدم كأداه ووسيلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لتتماشى مع رؤية مصر 2030 والتي تدعوا الى إستخدام الوقود النظيف لمواجهة التلوث البيئي والتغير المناخي وإرتفاع درجة الحرارة وكذلك التوسع في إستخدام الغاز الطبيعي وإحلاله محل الوقود السائل، وهوالمناخ الذي يقل فيه إنبعاث ثاني أكسيد الكربون وتزداد فيه كفائة إستخدام المواد الإستخدام الأمثل لها .
وفي خلال العشر سنوات القادمة نجد سيارات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين بالإضافة الي الغاز الطبيعي الصديق والرحيم بالبيئة حيث أنه يتم الآن التوسع في البنية التحتية لمحطات تموين السيارت بالغاز الطبيعي وإنتشارها في جميع أنحاء الجمهورية بصورة لم نشهدها من قبل لتحقيق رؤية مصر 2030.
ويدخل كذلك الهيدروجين الأخضر في قطاع الكيمياء الخضراء وذلك بإستخدامه في صناعة الأمونيا المستخدمة في الأسمدة الخضراء وكذلك يستخدم الأكسجين الناتج في صناعة حمض النيتريك وبذلك يقلل من إنبعاثات الكربون مما يؤدي الى تحسن المناخ وهو من أهداف التنمية المستدامة لرؤية 2030 وهي حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق من أجل التحول البيئي والتغير المناخي .
ومن هنا تأتي بارقة الأمل من جديد
حيث تسعى الدول إلى استغلال ما يتوافر لديها من طاقة شمسية وطاقة الرياح وكهرباء وتصديرها في صورة الهيدروجين الأخضر المزمع إنتاجه عبر تحليل الماء من خلال إستخدام الطاقة الخضراء والمتجددة ، حيث أن هناك بعض الصناعات التي تواجه صعوبه في إستخدام الكهرباء كطاقة لقلة الحرارة الناتجة عنها ، ويأتي مستقبل الهيدروجين الأخضر كطاقة جديدة مناسبة للتوجه العالمي في تقليل ما يزيد عن 10 مليارات طن من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً والناتج من قطاع الصناعه وفقا لما صدر عن " إتفاق باريس للمناخ "