07:24 pm 24/10/2021
| طاقة
| 1901
قبل أيام من انطلاق مؤتمر المناخ (كوب 26)، عبّرت جنوب أفريقيا -الدولة الـ12 في ترتيب الدول الأكثر تسببًا في الانبعاثات الكربونية في العالم- عن نيتها التخلي عن محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، شريطة توافر دعم دولي لجهودها في التحول نحو الطاقة النظيفة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إسكوم"، أندريه دي رويتر، إن "شركة مرفق الكهرباء المملوكة للدولة، التي تسعى للحصول على تمويل لإغلاق محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، أجرت (مناقشات مثمرة) مع مبعوثي المناخ الغربيين مؤخرًا".
وتأتي التصريحات بعد زيارة مبعوثي المناخ من بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا لجنوب أفريقيا، قبل عدة أسابيع، وإجراء محادثات حول سبل دعم تحرّك البلاد نحو مصادر الطاقة الأنظف.
أعربت جنوب أفريقيا عن حاجتها إلى دعم مالي كبير من الدول الغنية لتسريع تحولها من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة، موضحة أنها تتطلع إلى توقيع "اتفاقية لا رجعة فيها" خلال قمة المناخ (كوب 26) الشهر المقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إسكوم، أندريه دي رويتر، في مؤتمر محلي للطاقة: "نعوّل على مؤتمر المناخ القادم لإضفاء زخم إضافي على خطط جنوب أفريقيا لإزالة الكربون وطموحات الطاقة الخضراء".
وتُنتج إسكوم أكثر من 90% من الكهرباء -في أكثر دول أفريقيا تصنيعًا- بشكل رئيس من خلال حرق الفحم في 15 محطة كهرباء، حسب رويترز.
إلا أنها تسعى "لإعادة تشغيل وإعادة توظيف" محطات الفحم التي انتهى عمرها التشغيلي بالاستعانة بتكنولوجيا منخفضة الكربون، بما في ذلك توليد الطاقة الشمسية وتخزين البطاريات.
أفاد دي رويتر - بأن شركة إسكوم ستُوقف قدرة 12 ألف ميغاواط من الكهرباء المولدة من الفحم خلال العقد المقبل، لترتفع إلى قدرة 22 ألف ميغاواط بحلول عام 2035، وهذا يمثّل فرصة للتحول نحو الطاقة المتجددة.
وأضاف دي ريترو أن إسكوم تحظى بترحيب مؤسسات التمويل الإنمائي والجهات الممولة الحريصة على التعامل مع كيان واحد، وليس مع شركاء متعددين لتحقيق خفض ملموس في انبعاثات الكربون.
وأوضح دي رويتر أنه على الرغم من أن إسكوم ستسعى للحصول على حصة من مخصصات الطاقة المتجددة في خطة الطاقة لحكومة جنوب أفريقيا، فإنها لن تسعى إلى احتكار السوق المحلية.
ومن جانبه، قال المسؤول الكبير بالرئاسة، رودي ديكس، أمس الخميس، إن جنوب أفريقيا تسعى للحصول على تمويل أكثر من 400 مليار راند (27.6 مليار دولار) للبنية التحتية للكهرباء، في إطار خططها للابتعاد عن الفحم شديد التلوث.
تمويل بشروط ميسرة
تولّد جنوب أفريقيا -حاليًا- أكثر من 80% من الكهرباء عن طريق حرق الفحم، إلا أن الحكومة قررت -الشهر الماضي- تبني خطة أكثر طموحًا لخفض الانبعاثات قبل قمة المناخ (كوب 26) في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
"نحن مستعدون لخفض كبير في انبعاثات الكربون، إلا أن الدول المتقدمة لا بد أن تموّل هذا الهدف بشروط ميسرة"، وفقًا للمسؤول الرئاسي رودي ديكس.
وأوضح ديكس أن مبلغ الـ400 مليار راند (27.6 مليار دولار) لن يغطي سوى تكلفة بناء أكثر من 7 آلاف ميغاواط من الجيل الجديد من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والغاز الطبيعي لتحل محل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم التي سيتوقف تشغيلها.
تحول إلى الطاقة النظيفة
تأمل جنوب أفريقيا -أيضًا- الحصول على منح وقروض ميسرة لتوسيع شبكة النقل لمسافة لا تقل عن 8 آلاف كيلومتر (4 آلاف و970 ميلًا)، وتعزيز ممرات التوزيع وإنشاء صندوق لتسريع التنويع الاقتصادي في المقاطعات التي تشتمل على العديد من محطات الفحم.
وتتوقع جنوب أفريقيا أن تُسهم بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى بنوك التنمية الفرنسية والألمانية والبنك الدولي بأموال لتمويل خططها للتحول إلى الطاقة النظيفة.
ومن جانبها، تسعى شركة إسكوم للحصول على نحو 180 مليار راند (12 مليار دولار) من الجهات الممولة العالمية للتحول عن الفحم.
وقالت شركة إسكوم في أغسطس/آب الماضي إنها تخطط لإيقاف تشغيل ما بين 8 آلاف و12 ألف ميغاواط من الفحم خلال العقد المقبل.