للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

اي بني ستظل صغيراً في عيني مهما كبرت…ياسمين الجاكي

اي بني ستظل صغيراً في عيني مهما كبرت…ياسمين الجاكي

03:29 am 24/10/2021

| رأي

| 2346


أقرأ أيضا: Test

 


يكبر الأبناء ويحاولون الخروج من دائرة الرعايه والحماية التى يحاوطهم بها الآباء ..يتمردون ويسعون دوماً للهروب من نطاق الأوامر والنصح والإرشاد..يريدون خلق عالم فريد.. عالم خاص بهم، بدون رقيب، 
عالم من الخصوصيه وتكوين الشخصيه المستقلة..يحاولون الإبتعاد عن هالة الخوف عليهم، واشعارهم بالحب والحنان والرعاية.

يفرضون شخصياتهم بأشياء توحي لهم بانهم أصبحوا مختلفين.. أصبحوا كبارا يستطيعون اتخاذ القرارات بأنفسهم..فيبدأون اثبات ذلك برفع الصوت و الانعزال والوحده.. يثبتون انهم مختلفين باختيار مقتنياتهم وملابسهم بانفسهم..باختيار أصدقائهم وخروجاتهم..وطرق قص الشعر وسماع اغاني خاصه بجيلهم حتى وان كانت لا تدل على اي شيء مفهوم. 

يحاولون فعل العكس والمخالف لكل شيء وكل ما ترغبه لهم..يعيشون حاله من التمرد والكبرياء والعند ..كل ما يشغلهم هو الهروب والبعد عن كلمات النصح والتوجيه والإرشاد.

فلم يعد يسعدهم اصحابهم لك لشراء الحلوى..او الذهاب إلى الملاهي للتنزه..او الي محل لعب الأطفال لشراء لعبة جديدة او الجري خلفهم لمحاولة وضع ملعقه طعام بفمهم..او تركهم يلعبون الكره بالمنزل دون صراخ او توبيخ..
او المحايله لأخذ موافقتك على الذهاب لرحله مدرسيه مع الاصدقاء.


َلم يأتي ببالهم للحظه أنهم  بأعيننا مازالوا أطفالاً صغاراً..نخاف عليهم من غدر الزمن وبشاعه الأخلاق..اننا نود دوما اخفاؤهم من عيون وشرور الدنيا والبشر..فهم كنوز الحيآه التى جمعناها بحصاد العمر.

فأعلم با بني أنك مهما طال عودك.. وتغيرت نبره صوتك..وتضاعفت قواك الجسدية انك ستظل طفلي المدلل البريءالذى اخاف عليه من نسمات الهواء. 


وستظل صور حبوك وصراخك ومواقف مشاغباتك ولهوَك نصب عيناى طيله الوقت.. ستظل تخطأ لأصحح اخطاءك ..تحتار لأكون خير عون لك.. تقع لتجدني دوماً اول من يمد يده اليك.

اعلم انني أصبحت ادمن تلقينك دروسك بنفسي ليطمئن قلبي عليك.. 
و ان امشط لك خصلات شعرك لاراك دوما وسيما أمام عيني..أود أن اصطحبك في الطرقات وامسك بيديك ولا أجد خجلا في ذلك..أود أن اذهب لاتفقد خطواتك واتعرف على أصدقائك وعلى كل مكان تسير اليه قدميك.

ارغب أن تضع دوماً رأسك بأحضانى.. وتحكي لي أحداث يومك دون ملل.. وتبكي حين تحزن بداخلي.. وارى دموعك تنهمر مثل الصغر دون خجل.. 
أود أن أطعمك بيدي كل ما كنت تحبه منذ الصغر..اشاركك في اختياراتك وأفكارك وطموحاتك.

لا اجد ما يخجل في آن اقبلك أمام البشر.. وان تتشابك يدانا أمام أصدقائك  دون خجل..احتاج ان أشعر  دوما بأنك بحاجه إلىّ.. وإنني صديقتك الأولى والأخيرة ..وصندوق خباياك وأسرارك..احتاج دوماً ان أشعر بحنانك ومساندتك لى وبمبادله المشاعر الطيبه ..أريدك دوما متفوقا على الجميع..شخصا متميزا بخلقه ونبل مشاعره..  أريدك دوما ان تظل امام عيني حتى لا يمسك اي ضر او أذى ..
اريد ان اراك كما أنت ببراءتك وطيبه قلبك..فانني أراك طفلي عند الحب
وابي عند الضعف وصديقي عند اللهو واللعب

فأنت عكاز العمر الذى انتظره ان يساندني.. وانت قصه الحب التى سطرتها اناملي منذ أن راتك عيني..وانت الحلم الذى اتمنى ان يتحقق كما رسمته مخيلتي..فكلما مر الوقت زاد خوفي وقلقي وتعلقي بك.. 
ومهما كبر عمرك وطال عودك وتبدلت ملامحك ستظل هديتي الجميلة المدللّه  التى تزين حياتي والتى أود اخفاؤها من عيون البشر..

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟