04:26 am 19/10/2021
| رأي
| 3071
بمناسبة زلزال اليوم الذى شعر به بعض الاهالى أقدم لكم هذه المقالة :-
يحاول العلماء من قديم الازل تفسير إهتزاز الارض كلاً على قدر إستطاعته وتطور هذا التصور حتى وصل إلى وقتنا هذا وذكر القرآن الكريم كلمة الزلازل بمعناها المباشر أو غير المباشر مثل الظواهر الجيولوجية المرتبطة بالحدث مثل الخسف أو الصدع أو الرجفة أو الدك والتفاصيل كما يلى:
الزلازل المعنوية:- جاءت فى القرآن الكريم لتبين مدى معاناة المؤمنيين والابتلاء الذى قابلهم فى الحياة الدنيا كما جاء فى سورة الاحزاب "هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً" وكذلك كما ورد فى سورة البقرة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب".
وبين سطور القرآن الكريم بعض الآيات التى بينت الظواهر الجيولوجية لاثر الزلازل التى لم تحدث بعد ولكنها شىء معنوى "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله" ولقد زلزل الجبل من قدرة الله فى أيام موسى كما جاء فى سورة الاعراف "ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرنى أنظر اليك قال لن ترانى ولكن أنظر إلى الجبل فإن إستقر مكانه فسوف ترانى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا".
وفى السنة حديث رسول الله الذى حدثنا به أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لاتقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة …وتكثر الزلازل"
زلازل الدنيا تحدث فى مكان دون الآخر بعكس زلازل الآخرة فهى تعم الكرة الارضية ليتم نسف الجبال وتدك دكة واحدة وقد عبر القرآن عن زلازل الدنيا بالخسف أو الرجفة "يوم ترجف الراجفة" ومثل ما جاء فى سورة الملك " أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الارض فإذا هى تمور" وفى سورة الانعام "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم" وجاءت إنتقاما من قوم لوط بخسف قراهم تحت البحر الميت كما جاء فى سورة هود "فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد" وسجل القرآن ظاهرة مصاحبة للاحداث الزلزالية كما جاء فى سورة الطارق " والارض ذات الصدع" .
زلازل الآخرة لاتقارن بزلازل الدنيا وكما وصفها الله فى سورة الحج " يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" وقد أفرد الله للزلازل سورة وهى سورة الزلزلة "إذا زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها" .
جاء القرآن بظواهر جيولوجية مرتبطة بالزلازل ليدل على عظمته ولكنها لم تحدث كما فى سورة الحشر "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" وفى سورة مريم ظاهرة أخرى جاءت من إفتراء الناس على الله "وقالو إتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا"
زلازل حدثت نتيجة إنشقاق القمر: حدث هذا فى زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه كفار مكة إن كان صادقا يشق القمر نصفين ليؤمنوا به ويصدقوا رسالته فطلب رسول الله من ربه أن يشق القمر نصفين فلما شاهدوا ذلك قالوا سحرنا محمد وطلبوا منه ان يمهلهم ليسألوا أهل البوادى عندما يرجعوا من سفرهم فلما رجعوا أكدوا لهم ان القمر قد انشق نصفين فلم يصدقوا وقالوا هذا سحر مستمر أى دائم فنزلت سورة القمر وكانت بدايتها "إقتربت الساعة وإنشق القمر وإن يروا أية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر".
أثبتت وكالة ناسا من خلال رحلاتها لسطح القمر بوجود شق حول القمر ووجود حزام من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه إلى جوفه وتحولها ناتج من الاصطدام لحظة إلتحام النصفين مرة أخرى. يقول زغلول النجار رحمه الله ما نزل عقاب الا بذنب وما رفع الا بتوبة ولكن يبقى السؤال هل حدوث الزلازل مرتبط بحدوث ذنب? ولماذا حدثت فى العصور الجيولوجية قبل خلق الانسان؟ والاجابة إن كانت قد حدثت فى الزمن القديم ففيها خير للانسان فمهدت الارض وجعلتها بيئة مناسبة لإحتياجاته وفى نفس الوقت فإن الزلازل عقاب لبعض الاقوام على ما اقترفوا من ذنوب أغضبت رب العزة وموعظة وعبرة للناس بأن الدنيا لا تدوم ويستطيع الله أن يبدل الارض فى لحظة فلا يغتر الانسان بنفسه ولا يتكبر فلن يخرق الارض ولن يبلغ الجبال طولا ولا يجعل الدنيا اكبر همه ولا مبلغ علمه مصداقا لقوله تعالى "حتى إذا أخذت الارض زخرفها وإزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون".
وتدل كثرة حدوث الزلازل على ضعف الارض وإرتباك نظامها ووصولها إلى مرحلة الشيخوخة.