05:27 am 26/09/2021
| رأي
| 2805
قادتني جلسه استرخاء امام التلفاز فجر الجمعة الي مشاهدة برنامج علي قناه العربية بعنوان (الاخوات المسلمات) . كدت ان اتجاهل استكمال المشاهدة لولا ان تسلل الي مسماعي اراء متخصصين في الاسلام السياسي قائم علي تحليل علمي وتاريخي لأيدلوجيات وآليات العمل بجماعة الاخوان منذ ان انشأها حسن البنا وان جناح الاخوات المسلمات كان جانب لم يسلط عليه الضوء من قبل علي الرغم مما اظهره البرنامج الوثائقي عن اهمية هذا الجناح وتأثيره بصورة مباشرة علي القرارات التي تتخذها الجماعة.
اصدقكم القول ان العرض كان محايداً ومبنياً علي وثائق تاريخيه غير مزيفة ولا تخضع للهوي ، وكان القائمون علي التحليل علي مستويات علمية عاليه.
وهالني فعلاً أن اري ان هذا التنظيم ليس بالشئ الهين وليس عبارة عن مجموعة غوغاء تتشدق بالدين .
العكس من ذلك صحيح تماماً فستري سياسات واضحة للسيطرة علي مقدرات الدولة وكيفية العمل بكل هدوء للسيطرة علي قطاع التعليم وهو التربة التي تسقي فيها البذور يأفكار الإخوان ..تري كيف عمل جناح الاخوات في الظل بكل ما يدعم نشاط الجماعة ، بدءاً من الطاعة المطلقة لكل ما يصدر اليهم من تعليمات ومن ضمنها الزواج والمصاهرة ونقل الرسائل والعمل بالتعليم وخاصة الابتدائي ونشر الفكر الاخواني في الجامعات بين الطالبات ومحاولة استقطابهن ليكونوا ( زهرات) . هذا هو التوصيف للاخوات .
كيف كان لهن دور فعال في الكتله التصويتية لانتخاب مرشحهم (مرسي ) واعضاء مجلس الشعب .
عرض البرنامج ايضاً كيف ان للجماعة هيكل تنظيمي يبدأ ب (تابع .. محب. وينتهي ب عامل) .
القي البرنامج الضوء علي دور الاخوات في الاحداث التي مرت بمصر ، وعلي الرغم مما يبدو من انهن لا حيلة لهن الا تنفيذ الاوامر الا انهن في نفس الوقت علي قدر من الشراسه تصل الي الاعتداء حتي علي ازواجهن في حالة تمرد احدهم علي فكر الجماعة.
اوضح البرنامج ايضاً دور الاخوات ايام حكم مرسي بداية من عزه الجرف ودورها الذي يصل الي قيادات الجماعة مباشرة ومستشارته باكينام الشرقاوي.
وبما انني سبق وان اوضحت حياديه هذا العرض فقد اصابني الهلع من قوة هذا التنظيم وهالني كيف سمحت الدولة منذ عهد السادات ومبارك بتغلغله الي هذه الدرجة ليسيطر علي التعليم والتجارة والخطاب الديني بمساجد المدن والقري ، وانني احمد الله ان احداث يناير قد اجبرت هذا الوحش ان يظهر برأسه ليتم اجتتاثها بسرعة البرق ، والا كان سيظل كالورم الكامن في جسد هذه البلد .
ولكن ما يصيبك من انزعاج حقيقي ان كتلة غير هينه من اصحاب وصاحبات هذا الفكر التنظيمي ينتمون الي جامعة الازهر …هل هذا ينبع من اساس انها جامعة لجامع ام غير ذلك ؟ هذا لم يوضحه البرنامج ولم يتعمق فيه. انا اعلم ان الازهر مازال علي مذهبه الاشعري الوسطي وهي علي كل حال يختلف عن التوجهات الاخوانيه.
البرنامج اظهر ثراء في العرض والمعلومات ويصيبك بالقلق كيف ان لهولاء خلق الطائفية في مصر وهو مالم تعهده مصر ابدا علي مر العصور …ووضع الاسلام السمح البسيط فطرة كل الناس ان يكون بهذه الفظاظه والغلظه لا لشئ الا من شئ في نفوسهم فقط . الم نقرأ جميعا كلمات رب العزه لنا بأنه الغفار الرحيم بأنه مجيب الدعاء الم يختص ذاته بالدعاء اليه مباشرة ودون واسطة او جماعة الم يعطينا الخيار بين الايمان والكفر ولم يمنع الماء والهواء عن الكافر . اذا فلسنا في حاجة الي جماعة او تنظيم لندخل الجنة .
وفي نفس السياق يزيدني ما رأيت من شراسه التنظيم من اعجابي بشجاعه من قرر ان يجتث رأس هذا التنظيم في يوم مشهود وكيف لنا ان نعلم انه لم يكن بالسهولة التي نتصورها . فقد كانوا تنظيما قويا متغلغل الجذور فما بالك وهم في الحكم .
لك الله ايها الرجل كيف تحملت ذلك وخططت له بكل حنكه . انه تنظيم ليس بالهين وبه كوادر ذات شأن ويملك العدد والعدة وايضا الحكم في هذا الوقت.
انا ارشح لكم هذا البرنامج لرؤيته لتعلمو كيف يمكن ان تكون مصر الآن اذا ظلو في الحكم وليزداد اعجابكم وتمسككم بثورة يونيو . وتيقنو تمام اليقين بأنها ثورة بكل ما تحمله معانيها لقوة وعنف من قامت ضده.
كنت سابقاً اكره جماعة الاخوان وفكرهم بصفتي الشخصية اما بعد ما رأيت فقد ازدادت تلك الكراهية بالخوف منهم .
ايضا ازداد اعجابي وتقديري للساهرين منا في امننا الوطني اصحاب العيون والاذان المفتوحه جيداً لهؤلاء للمحافظة علي مقدرات هذا الوطن وليكن الله في عونهم بعد مارأيت مع من يتعاملون .
واعتقد بأن هذا المقال سيكون بداية لعدة مقالات اخري لدراسة كيف يمكننا ان نكون متيقظين لأي فكر يشوبه الطائفية تحت اي مسمي واننا مازلنا في حاجه لعمليات تنقيه بالجهاز الاداري للدولة واهم من كل ذلك ان نحافظ علي بذور هذا الوطن من ان تسقي بأي افكار لجماعة او طائفة مهما كانت . وان تكون مياه النيل هي المصدر الوحيد للبناء جسداً وفكراً.
انتهي البرنامج وادرت القناة لاخري لاجد فيلم للعظيمين محمود ياسين وسيدة الشاشة فاتن حمامه في (افواه وارانب ).
هل تجدون من رابط ياسادة ...اعتقد .