08:58 am 28/08/2021
| رأي
| 2468
أن كل ما بالعالم من صراعات وأزمات ومحن تنبع من أصل وأحد هو أزمة الضمير الإنساني وما أصابه . أن السماء لن تجود بالماء ولن تجود الأرض بالحياة وأبناؤها يسفحون الدم بغيا وجورا علي بعضهم البعض. فخالق الأرض وما تثمر هو الله الذي بيده مرفق المياه الذي ينساب من السماء ، يتفق الجميع أن المياه ضرورة ، وتحتل المياه أهمية كبيرة في حياة الشعوب والكائنات الحيّة الأخرى، إذ أنّ وجودها يرتبط بوجود الماء ؛ وتلعب دورا رئيسيا في التنمية بمختلف جوانبها ، وتنعدم بانعدامها، ولا يخفى على أحد إذا أنّ الماء هو الحياة، فليس عجيبا بعد كل هذا أن نري الماء مذكور في القرآن في 64 موقعا علي أنه نعمة كبرى يمن بها الخالق علي عباده ، ومن الملاحظ أن توزيع السكان وتوزيع المياه غير متكافئين ، فالمياه بتفاوت توافرها بين دولة وأخري ومنطقة وأخري ، والفجوة بين الإمدادات المائية والطلب عليها يزاد بمعدلات مرتفعة نتيجة للنمو السكاني ، والنمو الاقتصادي وتتسع مع الزمن، وتلعب المياه دورا مهما في صياغة العلاقات بين الدول في التقارب أو احتمالات الصراع ، فأن قضية المياه في الوطن العربي ليست مجرد مشكلة نقص كمي في عرض المياه العذبة أمام نمو متزايد في شتي المجالات ، وإنما كل الأنهار الكبيرة في المنطقة توجد منابعها أو تمر في دول غير عربية وذلك هو الوضع بالنسبة للنيل بمنابعه الأثيوبية والاغندية ، وبالنسبة لدجلة بمنابعه التركية والإيرانية، وبالنسبة للفرات بمنابعه التركية ، وأخيرا بالنسبة لنهر الأردن بمنابعه الخاضعة إسرائيل ، فحقيقة أن ثلثي المياه العربية تأتى من دول خارج المنطقة العربية لها مصالح تتعارض مع المصالح العربية المشتركة ، مما يتيح استغلال هذه الدول للمياه للضغط سياسيا على الدول العربية لتحقيق مآربها المتنوعة ، والدعوات الإيحائية بتحويل المياه إلي سلعة ، محاولة تسعير المياه ، وانعكاسات ذلك علي شتي المجالات ، وضعف وعجز قواعد القانون الدولي المنظمة لمشكلات المياه ، والأسس القانونية للتعاون أو الاستخدام المتكافئ والعادل لهذه المياه ، وعدم أبرام اتفاقيات ملزمة تضمن الحفاظ على حصة كل دوله من المياه ولا يجوز المساس بها .
خلاصة القول أن مشكلة المياه يمكن التغلب عليها بعدة طرق وأساليب، ولكن هناك قوى أخري تحاول تصعيد المشكلة ، والاستفادة منها بأسلوب أو بأخر لتحقيق منافع .
كاتب المقال الروائي الدكتور أسعد الهوارى بالشركة العامة للبترول