للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

العارف بالله "إبراهيم بدران"…محمد موافي

العارف بالله "إبراهيم بدران"…محمد موافي

04:56 am 08/07/2021

| رأي

| 3117


أقرأ أيضا: Test

 

 

لو تسمحون أن تقرءوا هذه الحكاية التي رحل صاحبها وبقي عطره في قلبي، وأن تحكوها أو تنشروها لأحبابكم، ليعلم الناس أن الخير أصيل في هذا البلد، وأن قوته الحقيقية في أوليائه الصالحين وعلمائه العاملين.
وحدث في أعقاب أحداث الربيع أو الخريف العربي، أن أوصاني صديقٌ من جنسية عربية مغترب يعمل في الخليج، بأمه وبعض أقربائه، وقد استأجر شقة جوار بيتي. ولم يكونوا في احتياج مالي، فقط كانت الوصية أن يطمئنوا بأن هناك من يعرفون. تركهم جواري وسافر للقمة العيش في بلاد النفط.
وحدث أن تعبت أم صاحبي تعبا شديدا، استدعيت الإسعاف، ثم استشرنا طبيبا. وفوجئنا أنها تحتاج أكثر من عملية جراحية وسلسلة من الفحوص والتحاليل.


اتصل صاحبي من مقر عمله بالخليج، وكان خائفا يتقطع صوته، قال: "أرجوك، اذهب بأمي لأكبر مستشفى وأغلى مستشفى، وسأحول الفلوس اللازمة"
كنت أعرف حالته المادية السيئة، وأنه قد يلجأ لقرض يرهقه طول عمره من أجل أمه.

قلت: ارمِ الحمول على الله.
ووجدتني أتصل بالدكتور إبراهيم بدران يرحمه الله، وشرحت له الموقف، وعرضت أن التكاليف موجودة ومتاحة، لكني أطمئن أن يتم ذلك في مسشفى بدران التي يملكها.
انتهى كلامي، وبدأ صوته الهادئ الوقور قائلا: "أشكرك على الهدية، دورك انتهى هنا، كل ما تحتاجه السيدة الفاضلة وإقامتها الكاملة في المستشفى أرجو أن تسمحوا بأن يكون مساهمة من رجل فقير مثلي. وأرجو أن تبعث لي بأية حالة ترونها بحاجة لمساعدة طبية"
انتهى الكلام، وبأدبٍ جم وحازم، لم يسمح بأي مناقشة.
السيدة أجرت أكثر من عملية، وأقامت إقامة فندقية، حتى شفيت تماما.
انتهت الحكاية، ورحل سيدنا الجليل الدكتور إبراهيم بدران، وبقيت آثاره وأعماله.
كنت قبل ذلك أسمع من حكايا أبي وأحاديث المتصوفين عن أولياء الله، ولم أتخيل أن ألتقي أحدهم.
أحسب، والله الحسيب، أن الرجل كان واحدا من أولياء الله
قال لي في حوار بالتلفزيون المصري قبل ثمان سنين: "أنا ما زلت تلميذا أذاكر كل يوم، لأن الطب يتطور كل ساعة"
بمثل الدكتور إبراهيم بدران ستظل مصر عامرة آمنة مطمئنة.
وأنا على يقين أن في المحروسة أكثر من إبراهيم بدران لا يعرف أحد عنهم شيئا، يفعلون الخير ولا يملئون الشاشات إعلانات.
يرحمه الله

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟