06:08 pm 30/06/2021
| رأي
| 2150
لم يكن يوم الثلاثين من يونيو، يوماً تاريخياً بسبب إسقاط نظام حكم الإخوان في عام 2013 فقط، بل كان يوماً لتصحيح مسار دولة ، ثورة طالبت بها أمه تستقوي بجيشها، لاستعادة الدولة المصرية بعد اختطافها وأسرها لمدة عام كامل.
48 ساعة فقط هي المهلة التى أعطاها المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقت ذاك، للمعزول محمد مرسي، لتلبية مطالب الشعب، ولوضع حد للفوضى التي تسببت فيها الجماعة، وكفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن، الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسئولياتها.
"30 يونيو" كانت ثورة إنقاذ وطن من مستقبل مظلم؛ جاءت بعد إدراك الشعب أن بلاده مهددة بالضياع؛ لصالح المخططات الإجرامية الدولية والإقليمية. ثورة أنقذت مصر من المؤامرات الداخلية والخارجية، واستطاع الجيش والمؤسسات الأمنية حماية الشعب واستعادة استقرار الدولة الذي يعتبر من أهم التحديات، فعدم الاستقرار الأمني والسياسي، كان سيؤدي إلى تدخل من الخارج في شئون الدولة بدعوى حل المشكلة، ليصبح الحل تقسيم الدولة وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير من خلال الجماعات الإرهابية، لتصبح مصر مقسمة إلى خمس دول إسلامية ومسيحية ونوبية وأمازيغية بالواحات وسيناء، فجماعة الأخوان لا يوجد لديهم إيمان وتقديس للوطن، ولا انتماء للدولة المصرية. وقد كشفت الثورة زيف هذه الجماعة الإرهابية وفضحت ممارستهم وسعيهم الى بيع مصر وجعلها دولة ضعيفة تتحكم فيها قطر وتركيا بأموالهم، ولولا جيش مصر العظيم وشرطة مصر ووقفة الشعب معهم لسيطرت تلك الجماعة الارهابية على البلاد.
واليوم وبعد مرور 8 سنوات على ثورة 30 يونيو رأينا كم الإنجازات والمشروعات الكبرى التى شيدتها الدولة المصرية دون أى توقف، بعمل متواصل وجهد مستمر من أبناء مصر ومؤسسات الدولة وقياداتها التى تعمل ليل نهار، آلاف المشروعات العملاقة فى جميع المجالات سواء كانت فى مجال الصحة أو البيئة أو النقل أو فى مجال البترول الطاقة وحتى التعليم، وغيرها من المشروعات الكبيرة، وكذلك مشروعات تطوير العشوائيات كل ذلك فى إطار متكامل من عملية بناء الإنسان المصري.
اما علي مستوي السياسة الداخلية نجح فيها الرئيس السيسى واختياراته الحكيمة وأفكاره الخلاقة أن تعبر بمصر نحو الصدارة، فجعل خطابه لجميع فئات الشعب المصرى الذى التف حوله بثقة لامثيل لها، فكان الخطاب الموجه لكل فئات الشعب بعكس النظام الإخوانى الإرهابى الذى وجه خطابه لجماعته فقط، فدولة بعد ثورة 30 يونيو دولة يتسم قرارها السياسي بالشفافية والوضوح و إعادة الاستقرار والأمن فى جميع أنحاء البلاد، وعلي مستوي السياسة الخارجية عادت لمصر مكانتها المحلية والإقليمية والإفريقية والدولية، والتى كانت قد ضاعت بسبب ما فعله نظام الإخوان وما اقترفه فى حق مصر من أخطاء، لكن سياسة ما بعد 30 يونيو استطاعت إفشال تلك المخططات التى كانت تسعى إلى تفكيك الدولة المصرية.
ورغم كم الإنجازات الكبيرة إلا أن محاولات الجماعة الإرهابية لن تتوقف أبدا، فهي تسعى بشكل مستمر إلى هدم كل هذا بتمويل من الدول المعادية لمصر وبث الأكاذيب والشائعات لنشر الإحباط بين المصريين، والتشكيك فى ثقتهم بالقيادة والتأثير على الرأى العام، ولكن تكاتف الشعب المصرى تصدى لهذه الجماعة الإرهابية ومخططاتها هو أكبر رد على المشككين والقاطع لألسنة المزايدين على هذه الثورة.
فتحية للشعب المصري الذي غير مصيرة ومصير المنطقة العربية بالكامل، الذي قدم وما زلنا يقدم تضحيات من خلال رجاله بالقوات المسلحة والشرطة البواسل، لتصبح مصرنا الحبية جمهورية جديدة بكل معاني الكلمة، وتحية للبطل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يدرك ويعى متطلبات المرحلة، فاستطاع أن يعبر بمصر من النفق المظلم ويسير علي خطي التنمية، البطل الذي تحمل المسئولية الصعبة واستجاب لإرادة المصريين، وتحدى جماعة كانت عدوة نفسها قبل أن تعادى وطنها.