الكاتب : سليمان جودة |
11:26 am 09/06/2021
| رأي
| 2376
حقق الطالب خالد على فتحى، أحد طلاب مدارس الدكتورة نوال الدجوى، تفوقا دراسيا يستحق أن يشار إليه، ليكون ذلك تشجيعا لطلاب آخرين يمكن أن يلحقوا به فى قائمة المتفوقين!
الطالب خالد حصل على درجة فى امتحان مادة علوم الكمبيوتر، تجعل منه الأول على العالم بين زملائه فى المرحلة الثانوية، وتجعله مؤهلا لدراسة الهندسة التى يحبها ويتمنى دراستها والتفوق أيضاً فيها!
وعندما قرأت عن تفوقه تذكرت قصة أخرى من قصص التفوق الدراسى، كان صاحبها هو الدكتور إيهاب حسن، الذى عاش ٩٠ سنة أمضى عشرين عاما منها فى القاهرة، وتخرج فى هندسة القاهرة وكان الثانى على دفعته، ومن بعدها طار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عاش ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن، وحيث انتقل من التخصص فى الهندسة إلى التخصص فى نقد الأدب!.. وكان من العجيب فى قصته أن يتفوق فى التخصص الثانى بمثل ما تفوق فى التخصص الأول وأكثر!
وقد عشنا نعرفه اسما مصريا كبيرا تنشغل به الحياه الأمريكية وبما يكتبه، وعاش نجما فى بلاد العم سام إلى أن رحل قبل ست سنوات!.. ولمن شاء أن يطالع قصة التفوق فى حياته، فإن دار العين تكفلت بنشر مسيرته المثيرة بكل تفاصيلها فى كتاب مهم، عنوانه: الخروج من مصر!
ويلفت انتباهك فى قصة إيهاب حسن أنه عاش سبعة عقود متواصلة من الزمان خارج بلده، ثم يلفت الانتباه أكثر أنه كان خلالها حريصا على أن يتعقب مسار المتفوقين من رفاقه، ليرى أين ذهبوا، وماذا فعلوا بتفوقهم، وفى أى مكان بالضبط استقروا بعد التخرج فى الجامعة!
وقد أغضبه، كما يروى فى مذكراته، أنه لما جلس يوما فى أرض الغربة يستعرض أسماء زملائه المتفوقين، تبين له أن ثلثهم هاجر إلى خارج البلاد، ولم يرجع مرةً ثانية.. أغضبه ذلك جدا لأنه تمنى لو أنه، ولو أنهم جميعا، عاشوا هنا فى الوطن الأم ولم يغادروه إلى أى أرض أخرى!
وفى حالة الطالب خالد، وفى كل حالات التفوق التى يحققها زملاء له، سواء فى مدارس الدكتورة نوال، أو فى أى مدارس سواها، فإن الأمل هو أن يبقى كل متفوق على أرض بلده هنا، وأن ينتفع الوطن بمتفوقيه، لأن البلد أحوج البلاد إليهم، ولأن الدولة.. أى دولة.. تنهض بعقول أبنائها المرابطين على أرضها لا بالعقول المهاجرة!.