للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

دبرينا يا ياسمين!

دبرينا يا ياسمين!

الكاتب : سليمان جودة |

02:59 am 25/05/2021

| رأي

| 2903


أقرأ أيضا: Test

 

أتطلع إلى يوم يتشكل فيه حزب للخُضر فى البلد على غرار حزب الخُضر الألمانى الشهير الذى لا يهدأ ولا ينام دفاعًا عن البيئة النظيفة للألمان!

فالحزب الألمانى لا ينتهى من تنظيم مظاهرة حتى يبدأ فى مظاهرة جديدة، وفى كل الأحوال لا علاقة له بالسياسة ولا بقضاياها، ولكن علاقته كلها تبدأ وتنتهى عند قضية واحدة هى حق كل ألمانى فى أن يحيا فى بيئة آدمية وأن يتنفس هواءً لا يجلب له الأمراض!

ولو أن حزبًا مصريًا مماثلًا خرج إلى النور، فسوف يجد أمامه من القضايا الكثير جدًا، وسوف يعمل على أساس أن المواطن هنا ليس أقل من المواطن هناك فى برلين، وأن المصرى من حقه أن ينعم بالبيئة التى تليق به، وأن ما يحدث فى شوارعنا حاليًا ليس مما يحقق أى شىء من ذلك كله!

وفى ٢٠١٥، كان جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، قد ذهب إلى باريس يمثل بلاده فى توقيع اتفاقية المناخ، وحين جلس يضع توقيعه على الاتفاقية أمسك بالقلم بإحدى يديه، بينما كانت يده الأخرى على كتف إحدى حفيداته أمامه على الطاولة!.. وكان المعنى أن الاتفاقية التى يوقّع عليها هى من أجل أجيال مقبلة تمثلها حفيدته الصغيرة، وأن هذه أجيال من حقها أن تجد بيئة أنظف فى انتظارها!

وقد ضج أبناء القاهرة والجيزة من مذابح الأشجار التى يستيقظون على واحدة جديدة منها كل يوم.. وفى كل مرة لا يجدون نصيرًا جادًا للبيئة يلجأون إليه!.. ولايزال أبناء مصر الجديدة يبحثون عن مثل هذا النصير وينتظرونه.. ومع مصر الجديدة تقف أحياء أخرى بلا حصر ليس أولها الدقى والمهندسين، ولا آخرها المعادى، فضلًا عن كورنيش النهر الخالد الذى يخلو من الأشجار يومًا بعد يوم!

ولايزال الرهان على الدكتورة ياسمين فؤاد فى أن تكون هى هذا النصير بحكم مسؤوليتها عن البيئة فى الحكومة قبل أن تكون مواطنة، يجب ألا ترضى بما يحدث على الملأ ويجرى!

ولو كنت فى مكانها لكنت قد اعترضت بقوة فى مجلس الوزراء على زراعة أشجار النخيل فى شوارعنا هذه الأيام.. فليست النخلة هى الشجرة المطلوبة لنا أبدًا، ولا هى التى تناسب مناخنا الذى نعرفه طول السنة، ولا هى التى توفر الأكسجين لعاصمة هذا هو عدد سكانها، ولا هى الشجرة التى تستهلك كميات أقل من المياه فى ظرف نحن أحوج ما نكون فيه إلى كل قطرة واحدة بالمعنى الحرفى للكلمة!

دبرينا يا دكتورة ياسمين!.

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟