04:36 pm 18/05/2021
| رأي
| 2207
المعنى المجازي لكلمة الأستراتيجية هو فن وضع الخطط، وتصميم المناورات لتحقيق الأهداف المحددة، بما يعنى أنها خطط تم دراستها بشكل جيد، وأسلوب دقيق لتنفيذها بمهارة لتحقيق الهدف المحدد مسبقاً.
وتتعدد أستخدامات كلمة الأستراتيجية لتشمل كافة المجالات المختلفة سواء المدنية والعسكرية على حد سواء، لذا توصف القرارات السياسية أو الأقتصادية بالقرارات الأستراتيجية، فقد يوصف سلاح ما بأنه أستراتيجي لأنه ذو صفات خاصة.
وأيضاً توصف المواد والخامات بالأستراتيجية لأهميتها وتأثيرها المباشر فى أستراتيجية الدولة وأمنها القومي والأقتصادي والأجتماعي مثل البترول والغاز الطبيعي والثروة المعدنية والمياه.
وقد توصف دراسة ما، أو تفكير ما، أو مشروع بأنه أستراتيجي لأهميته وحيويته مثل العاصمة الإدارية الجديدة، يترتب على ماسبق أن كافة المواد التى تساعد الدولة فى حروبها توصف بأنها أستراتيجية وذلك لتأثيرها بصورة مباشرة فى سير ماتقوم به الدولة لحفظ أمنها القومي..
أما الأستراتيجية العسكرية فهي تعني أسلوب أعداد الدولة نفسها للحرب، وحشد كافة الطاقات المالية والأقتصادية، والبشرية، والمعنوية للدولة لخدمة القوات المسلحة بأفرعها المتنوعة من قوات برية وبحرية وجوية، طبقا لتخصصاتها، ونوعية تسليحها، وإمكانياتها القتالية منفردة ومجتمعة!
وحتى يتم الوصول إلى الأستراتيجية الناجحة يجب الرجوع إلى الخبرات المكتسبة فى المقام الأول، يتبعها التفكير العالي لتحديد الأهداف الأستراتيجية لكل خطة،وتحديد العوامل المؤثرة فى أمكانية تنفيذها مع حشد كل الطاقات والأمكانيات..
لذلك لكل قطاع من قطاعات الدولة أستراتيجية، فإذا كان عدد الوزارات ٣٣ وزارة على سبيل المثال فهناك ٣٣ أستراتيجية ترتبط بفن القيادة عليها وتكتيكات فن الإدارة وأساليب العمل وأستخدام الأفراد والمواد!!
الخطوط الحمراء المصرية!!
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية فى عام ٢٠١٤، وهو يلعب دورا مركزيا فى توجيه الأستراتيجيات وتحديد مساراتها لمواجهة التحديات والمخاطر والتهديدات الموجهة للأمن القومي المصري. فقد سعي الرئيس لتحقيق أقصى معدلات عمق الأمن القومي من خلال تسخير كل قدرات الدولة لحماية أمنها الداخلي والخارجي، مع تحقيق أعلى معدلات التنمية الشاملة، وتطوير قواها الشاملة، والقدرة على مواجهة الأزمات والتحديات والتهديدات العدائية.
وأول الخطوط الحمراء التى حددها الرئيس عبد الفتاح السيسي كان الخط الأحمر الليبي فى ظل التدخل التركى من خلال نقل الميليشيات المسلحة والتنظيمات الأرهابية حتى أقتربت هذه الميليشيات من الحدود المصرية لمسافة ١٢٠٠ كم من أجل السيطرة على حقول البترول فى مدينة سرت الليبية.
ليعلن الرئيس أن الخط الممتد من مدينة سرت إلى الجفرة خط أحمر، دون نقل جندي واحد أو معدة أو ألية عسكرية داخل ليبيا!
أما ثاني الخطوط الحمراء مياه النيل خط أحمر.
عقب عجز الأتحاد الأفريقي فى مفاوضات سد النهضة الأثيوبي فى ظل الدعم الدولي غير المحدود لأبي أحمد منذ توليه منصبه، وهو ماشجعه على تبني سياسات تسلطية كما هو ظاهر للعيان، ورفض التفاوض والألتزام مع دولتي المصب السودان ومصر..
ولم تعلن دولتي المصب الحرب على أثيوبيا!! حيث ظهرت الجبهة الشعبية الأثيوبية فى المشهد وخاضت حرب عصابات لتدخل أثيوبيا فى نفق اللاحرب واللاسلم، وتوقف برامج الأصلاح السياسي والأقتصادي، وتحول منطقة سد النهضة إلى ساحة للعنف العرقي والأنقسام، دون نقل جندي واحد أو معدة أو ألية عسكرية من دولتي المصب داخل أثيوبيا..
الحدود الشمالية الشرقية خطوط حمراء، اليونان، قبرص، فلسطين، سوريا، الأردن، السعودية، الأمارات، البحرين، خطوط حمراء أمام دول المنطقة لأنها تمثل العمق للأمن القومي المصري!
يعد الجيش المصري من أقوى جيوش العالم، وتحتل البحرية المصرية المرتبة السابعة على المستوى الدولي متفوقة في ذلك على إيطاليا وإسرائيل واليونان، وأقربهم لمصر في الترتيب تأتي البحرية الإيطالية فى المرتبة الحادية عشر!!
ولكن الجيش المصري قوة رشيدة يعمل من أجل السلام، ولكنه لايصمت أمام أي تهديد للأمن القومي المصري!