أحمد رفعت:

كانت اشارة المرور باحد شوارع حي الزمالك قد تحولت الي اللون الاحمر..الصدفة وحدها وراء توقف سيارة النجمة الكبيرة سعاد حسني بجوار سيارة الموسيقار الكبير كمال الطويل..تبادلا التحيه بحراره وطلبت منه بالحاح ان يلتقيا فهناك امر مهم تريده ان يراه وقبل يتبدل لون الاشاره كان قد وعدها بالاتصال ومعرفة التفاصيل!

كان العام 74 عام وصول سعادحسني الي مرحلة ما بعد التألق ..كان فيلم " اميره حبي انا " استثمارا للنجاح الاسطوري ل " خلي بالك من زوزو " الذي جاء بعد عامين من قمة النضج الفني للسندريللا في " غروب وشروق " بينما كانت فنانات اخريات يدخلن علي خط النجوميه..كانت نجلاء فتحي تشق الطريق بقوه..نجاح كبير ل " حرامي الورقه " وها ي تستعد ل " بدور " بينما نجوي ابراهيم وبعد " الارض " و " فجر الاسلام " تستعد ل " حتي اخر العمر " و " الرصاصه لا تزال في جيبي " وميرفت امين وبعد ان حلت محل شويكار في " اخطر رجل في العالم " تتألق في " الاخوه الاعداء" الذي بلغ فيه حسين فهمي نضجه بينما اخرجه حسام الدين مصطفي الذي تزوج من نيللي التي تألقت هي الاخري في " شلة الانس " وفيلمها الصعب لحسام الدين مصطفي " قاع المدينه " ولذلك كله كان "اميره حبي انا " التأكيد علي جماهيريه سعاد حسني واستقرارها علي القمه!

اتصل كمال الطويل وقرأت له السندريللا كلمات صلاح جاهين من اغنية " الدنيا ربيع " وابلغته انها كانت ستتصل به في كل الاحوال التقته صدفه ام لم تلتقه وانها كما لو كانت ألفت خصيصا ليلحنها ورغم ان جاهين والطويل توأم فني يتفقان معا في السياسه قبل الفن وقدما اهم اعمال ثورة يوليو الا ان سر ما لم نعرفه وراء عرض سعاد الاغنيه علي الطويل وليس جاهين !

طلب الطويل يومين عاد بعدها بلحن الاغنيه التي بدأها بمقدمة سعاد حسني العجيبه " تشك تشك تشك " ولا نعرف كيف فعلها هذا الملحن المبدع بينما قدمها للسينما مخرج الروائع حسن الامام والذي اختار لها المكان وزوايا الكاميرا بل وساهم فريق عمله في اختيار فستان سعاد ولونه وفي رحله الي القناطر تم تصويرها في وقت طويل جدا وليس كما نشاهده في دقائق الفيلم ..فالسينما وكما قلنا ـ مرات سابقه ـ يستخدم فيها كاميرا تصوير واحده وبما يتطلب جهد شاق لتصوير كل اللقطات منفرده ثم تجميعها الا اننا لم نشعر بذلك علي الاطلاق!

الصدفه صنعت اغنيه خالده استقرت في وجدان المصريين والعرب حتي يكاد الربيع يعرف بها وتعرف به وتحولت الي عنوان للبهجه والانطلاق وبما لا يننافسها به اغنيه اخري..ولا ندري ان كانت الاغنيه من نصيب ملحن اخر..او مؤلف اخر..او مخرج اخر..او نجمه اخري..كيف كان حالها وكيف ستكون!

رحم الله الجميع..وكل عام وشعبنا وامتنا من المحيط الي الخليج بكل خير.