الكاتب : عثمان علام |
01:48 am 11/04/2021
| رأي
| 1417
ﻛﻠﻤﺎ صعبت الدنيا وكلما ضاقت باذرعها وكلما اشقتني الحياة ، وكلما احتجت للحنان ، وكلما هزني الشوق ، اختلي بنفسي لحظات وابحلق في صورة أبي المعلقة فوق الجدران قائلاً : ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ؟
رحل أبي منذ 24 شهرا ، وسبحان الله ..لقد وجدت قلوباً كانت مستعصية وجامدة تربت على كتفي..ووجدت نفوساً كانت هائمة في الكُره تدفع بالحُب..ووجدت أُناس كانوا أشد غلظةً من الحجارة يثدون اليَّ اللين..ووجدت أشياءً تحدث وما كان لها أن تحدث إلا بدعوات الكنز الثمين الذي هو أبي..أبي الذي مات بجسده لكن روحه تسكنني.
أبي..لقد رحلت وغطى وجهك الثرى..لكن نفحاتك لم تنقطع..فقد فعلت بي ما لم تفعله حياً..لقد النت القلوب من حولي..وجمعت الأفئدة تجاهي.
أبي ونحن في أفضل أيام الله أقول لك..طيب الله ثراك..وجعلك محشوراً مع النبيين والصديقين والشهداء..وإن قلبي الذي بين أضلعي ليبكيك وأنت في مرقدك..غير أن روحي هنيئة بك شاكرةً لك حُسن صنيعك الذي تركته لي.
وإن كان للأموات آذان يسمعون بها..وعيوناً يرون بها..فإنني أعدك أن أكون لسانك الذاكر..وقلبك الخاشع..وسيرتك العطرة.