قال تعالى :لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ..فإخواننا فى الوطن من غير المسلمين الذين لم يقاتلونا فى الدين ولم يخرجونا من ديارنا ،ولم نرى منهم عدوانا أو قتالاً ، هؤلاء الإخوة نستطيع أن نبرهم ونقسط إليهم .
والبر هو فعل كل خير فيه إدخال السرور على الناس ،فهؤلاء علينا أن نصلهم مودة وعطفا ..
وقد حرصت الشريعة الإسلامية على تحريم كل ما يحمل الضرر إلى صحة وكرامة وعقل الإنسان مهما كانت ديانته ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ظلم معاهدا أو أنتقصه ،أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس ،فأنا حجيجه يوم القيامة .
وعنه صلى الله عليه وسلم قال : من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة الجنة ،وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ...
أما الصديق أبوبكر وهو يودع جيش أسامة بن زيد الذاهب لقتال الروم ، قال لهم : أيها الناس ، قفوا أوصكم بعشر فأحفظوها عنى:
لا تخونوا ولا تغلوا ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا ، ولا شيخا كبيرا ولا امرأة ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكله . وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ..
أما الفاروق عمر بن الخطاب ، كتب إلى عمرو بن العاص فى بداية الفتح الإسلامي لمصر ، فقال له:
أعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك ، فقد قال تبارك وتعالى فى كتابه :
واجعلنا للمتقين إماما ، يريد أن يقتدى به ،وأن معك أهل ذمة وعهد ،وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ، وأوصى بالقبط . فقال: أستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما .
وقال صلى الله عليه وسلم :من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته فأنا خصمه يوم القيامة .
أحذر يا عمرو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم لك خصما ، فإنه من خاصمه خصمه . والله يا عمرو لقد أبتليت بولاية هذه الأمة ، وآنست من نفسى ضعفا وأنتشرت رعيتى ورق عظمى ، فاسأل الله أن يقبضنى إليه غير مفرط..والله إنى لأخشى لو مات جمل بأقصى عملك ضياعا أن أسأل عنه يوم القيامة ..
وأوصى عمر بن الخطاب وهو فى فراش الموت بأهل الذمة خيرا ، أوصى الخليفة من بعدى بتقوى الله، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفى لهم بعهدهم وأن لا يقاتل من ورائهم ولا يكلفوهم فوق طاقتهم . فأن لهم الأمان والحماية والرعاية والعدل !!!
وما حدث اليوم فى محافظة الغربية والإسكندرية ، كفر بآيات الله وسنة نبيه والخلفاء من بعده ، من قتل معاهدا بغير حق فقد كفر ، والانتحارى الذى فجر نفسه كافر ، ومن حرضه كافر ، ومن ساعده كافر ،لايستحقون الحياة ، وشيخ الإرهاب القرداتى مفتى الكفار فى جهنم ومعه الفئة الكافرة !!
أخواننا فى الوطن ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا ،وأنا لله وانا اليه راجعون ..