03:11 pm 02/03/2021
| رأي
| 1899
الأعتراف بدولة إسرائيل.
تتكون منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط من تسع دول هي مصر، وقبرص، واليونان، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، َتركيا، وإسرائيل، وعقب أكتشاف الغاز الطبيعي بمنطقة شرق المتوسط حقلي تمارا وليفياثان فى إسرائيل، وحقل أفروديت فى قبرص، وحقل ظهر المصري، بأحتياطيات تقدر بنحو ٦٦ تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، والأكتفاء الذاتي لكل من إسرائيل ومصر أصبحت الحاجة ملحة إلى التحول إلى النقل والتصدير إلى الأتحاد الأوروبي.
فتم الأتفاق على إنشاء منتدى شرق المتوسط في يناير ٢٠١٩، بين مصر، وإيطاليا، وقبرص، واليونان، والأردن، وفلسطين وأسرائيل، سبع دول مشاركة الأردن كدولة مستهلكة للغاز الطبيعي الاسرائيلي فلا تطل على منطقة شرق المتوسط، وفلسطين بالرغم من عدم تسوية قضيتها المزمنة مع أسرائيل، وإسرائيل التى أكتسبت وصف الدولة بالرغم من انها تحتل دولة فلسطين إلا أنه تم الأعتراف بها كدولة ولها حدودها البحرية وحق أستغلالها وهو مايعني أكتسابها وصف العضو فى المجتمع الدولي!
َوقد ترتب على ذلك أن هناك تصرف قانوني صادر عن الأرادة المنفردة من الدول الستة المشاركة في المنتدى، بالأقرار بوجود دولة إسرائيل والتسليم بمشروعية قيامها مع ما يستتبعه ذلك من الألتزام بعدم المنازعة فى مشروعية وجود إسرائيل!
وترتب على ذلك توقيع ست دول تطل على ساحل شرق المتوسط في ٢١ سبتمبر ٣٠٢٠، وهى مصر، وقبرص، واليونان، وإيطاليا، والأردن، وأسرائيل على تحويل منتدى شرق المتوسط إلى منظمة دولية!
ولم توقع فلسطين بالرغم من مشاركتها فى تأسيس منتدى شرق البحر المتوسط على اتفاق التحويل إلى منظمة دولية وهو مايعني عدم الأعتراف بدولة فلسطين، بالرغم من ان المنظمة الدولية أقتصادية متخصصة وليست سياسية هدفها تحقيق التعاون الأقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء فى مجال ذى طبيعة أقتصادية إقليمية ذات إتجاه عالمي!
والمنظمة الدولية هى كل تجمع لعدد من الدول فى كيان متميز ودائم يتمتع بالأرادة الذاتية والشخصية القانونية الدولية، وتتفق الدول على إنشائها كوسيلة من وسائل التعاون الأختياري بينهم فى مجال أو مجالات معينة يحددها الأتفاق المنشئ للمنظمة.
والعناصر الأساسية للمنظمة الدولية هي :
١) الكيان المتميز الدائم.
٢)الإرادة الذاتية.
٣) الأستناد إلى إتفاقية دولية.
٤) عدم أنتقاص المنظمة من سيادة الدول المشتركة فى عضويتها.
وتهدف المنظمة إلى التعاون بين الدول المطلة على شرق المتوسط وإرساء دعائم السلام والأستقرار فى المنطقة، وحضر فعاليات تحويل منتدى شرق المتوسط إلى منظمة ممثلي البنك الدولي، وفرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، والأتحاد الأوروبي بصفة مراقبين، والولايات المتحدة المراقب الدائم للمنظمة!!!
ولم تنضم الدول العربية سوريا، ولبنان، وفلسطين، وليبيا، بالأضافة إلى تركيا، فلم تعتمد المنظمة على مبدأ القومية فى تكوينها فهي تضم دولتين عربيتين، وثلاث دول أوروبية، وإسرائيل الدولة المعادية للعرب والمسلمين وتقف عقبة أمام الأستثمارات والتنمية فى سوريا، ولبنان، وفلسطين.
َوبالتالي لايخلو طريق منظمة شرق المتوسط للغاز الطبيعي من تحديات عديدة اهمها الدور الذي تلعبه إسرائيل لأفقار الدول المطلة على شرق المتوسط، والتحديات المؤسسية المقترنة بآليات عمل المنظمة، وأتخاذ القرار وأحكام التصويت وضمان المساواة بين الدول، وفض المنازعات بين الدول الأعضاء، وحقوق الدول فى مياها الأقليمية نتيجة تداخل الحدود البحرية بين دول شرق المتوسط.
فاادول التى قامت بترسبم حدودها البحرية قبرص ولبنان عام ٢٠٠٧، وإسرائيل وقبرص عام ٢٠١٠، ومصر وقبرص عام ٢٠١٣، واليونان وإيطاليا عام ٢٠٢٠، واليونان ومصر ٢٠٢٠!!
ولم يتم ترسيم الحدود البحرية لسوريا، ولبنان، وفلسطين، وليبيا، حتى مصر لم تحدد حدودها البحرية مع فلسطين وإسرائيل، وهو مايحرم الدول من حق أستغلال مواردهم الطبيعية وعدم الأنضمام إلى المنظمة لضرورة تسوية وأستقرار الأوضاع بهذه الدول، فيجب حل الازمة في فلسطين، وسوريا، ولبنان، وليبيا أستعادة السيادة المفقودة؛!!!
بالأضافة إلى ماسبق التحديات المالية التى ستواجه المنظمة لمباشرة أختصاصاتها وتحقيق الأهداف التى تقتضي ضرورة أنفاق الأموال فى سبيل تحقيق الأهداف.
ومن ثم يتعين تدبير موارد مالية ثابتة ومضمونة حتى لاتتعرض للمنظمة للشلل والزوال وهو ماتخطط له إسرائيل، حيث أن كافة المشروعات المقترحة لنقل الغاز الطبيعي والمسال إلى قارة أوروبا تحتاج إلى تكاليف مالية باهظة.
وهنا أما التدخل من الجانب الأوربي أو الهيمنة الأمريكية الأسرائيلية على عمليات النقل من حقول الأنتاج بشرق المتوسط في ظل غياب الدول العربية وأنشغالها بأزماتها!!
وبالتالي فإن مصر تخوض حرب شرسة من أجل إثبات الذات فى ظل التحركات الإسرائيلية المستمرة لضرب خطة التنمية والمركز الأقليمي لتداول الطاقة!!