12:35 pm 01/03/2021
| رأي
| 1488
-"ألو.....محمد احنا عايزين طلبات كتير للبيت ،حأبعتهالك أوعى تنساها"
-" حاضر ياستي إن شاء الله مش حأنسى ، بس خِفي في الطلبات أنا بأكون مقتول من التعب"
-" أعمل إيه يعني هي طلبات حاخدها أبيعها وأستنفع بتمنها و....."
-" خلاص خلاص إهمدي و إبعتي أمري لله »
ويغلق الرجل هاتفه مستقبلاً رسالة الطلبات بكل إعتزاز، و عند العودة إلى البيت تكون المفاجأة ، تم نسيان أغلب الطلبات.
و هاهو سيل الحوار
-" ياااامحمد أنا تعبت ، كل مرة تنسي نص الطلبات ، أعمل أنا إيه ، أطبخ بإيه ، أغسل بإيه
تعبت....."
وينظر الأستاذ محمد إلى قائمة الطلبات و إلى الأكياس فيكتشف بالفعل نسيانه لشراء أكثرها حيث أنه كان يطوف بالسوبر ماركت مُنهك القوى إن حمل شئ ترك الأخر
وهاهو الحوار المُعاد يُعاد و يتم إنهاؤه بالجملة الشهيرة
" حقك عليا حبيبتي إتصلي داخل السوبر ماركت يجيبلك إللي نسيته و بكرة ماتطبخيش أجيبلك أكل جاهز"
و......هى كدة خلصت الحكاية؟؟
استنوا لسة......
-" ألو.....سمر الزرار بتاع كُم القميص طلع في إيدي و أنا في الشغل"
-" أي زرار يامحمد اليمين ولا الشمال؟"
-"ده وقته .... أنا شكلي وحش -بصوت يعلو فوق صوت المعركة- أنا شكلي وحش، مش كنت قلتلك على اليمين من اسبوعين و على الشمال من تلاتة "
-"ااااااااااااه صح -وچه يكسوووه الخچل- بس ده كان القميص اللبني وإنت لابس الأبيض"
-"اللبني كان إمبارح و ماتخيطش و قولتيلي انت قلتلي على الأبيض و انت لابس اللبني كرهتتييينييي في الألوااااااان.....(لقد بدأ في فقدان ثباته الانفعالي و الألواني)
-" بالراحة عليا يامحمد أنا حيلي مهدود في شغلي و شغل البيت و أكيد حأنسى "
وهاهو الحوار المُعاد يُعاد و يتم إنهاؤه بالجملة الشهيرة
"حقك عليا حبيبي أول ماتيجي أنا حاعملهم على طول و على العموم أنا جبتلك قميص جديد يارب يعجبك "
الحوارات تتكرر ، المقاعد تتبدل ، مَن كان مخطئ اليوم هو صاحب الحق غداً ، تتوالى الحياة و لا يدرك كل منا أن التعاون و الإحساس بالآخر هو قمة العطاء
تغافلوا ، تراحموا ، ابتسموا ، استقبلوا أخطاؤكم متشاركين متداركين لها معاً ، يد تمحو و يد تكسو ..إرحم تُرحَم ، أُعذُر تُعذَر ، إمنح تُمنَح
فچمال لوحة الحياة في تداخل ألوانها و تكاملها....
"فين الخيط ياولاااد؟؟نسيت أخيط زرار قميص أبوووكم ....."
تاااااااااني ياسمر !!!!