الكاتب : د أحمد هندي |
03:52 pm 26/02/2021
| رأي
| 1894
تمثل إسرائيل الخطر الأول على مصر والدول العربية الإسلامية خلال الفترة المقبلة، بسبب توجهات القوى اليمينية المتشددة والمسيطرة على صناعة القرار الأسرائيلي، فلا تؤمن هذه القوي بأي سلام أو حقوق للدول العربية، وتستند فى ذلك على القدرات العسكرية الضخمة بإمتلاك أكبر ترسانة عسكرية فى الشرق الأوسط بتكنولوجيا متقدمة، بالأضافة إلى الدعم الأمريكي والبريطاني غير المحدود لها.!
وقد نجحت إسرائيل فى إقامة علاقات سياسية وأقتصادية وعسكرية وأستخباراتية مع العديد من دول العالم، فأستطاعت نصب الخيوط والشباك لإحلال ثقافة التجزئة والتفتيت محل ثقافة القومية العربية الإسلامية، حيث أن الأستراتبجية الأسرائيلية تجاه الشرق الأوسط هو تفتيت الدول وهز أستقرارها بصفة مستمرة، ولقد أنتهى هذا المخطط إلى إسقاط العديد من الدول العربية الإسلامية، وتفتيتها على أسس دينية، ومذهبية، وعرقية، وإثنية، يكون بأسها بينها شديد بالحقد والكره حتى تفتت العالم الإسلامي من المغرب وحتى الهند، ومن الصومال وحتى تركيا!!
البقعة التى توجد بها الدول الأسلامية متصلة الأراضي متحدة العقيدة ويجمعهم القرآن، سقطت العراق، وسوريا، ولبنان، والسودان، واليمن، وليبيا، تحت مايسمى ثورات الربيع العربي، نتيجة مشاكل الحدود، والمياه، والنفط، والفساد، وغيرها من المشكلات التى جعلت هذه الدول أضعف من إسرائيل لمدة قد تبلغ نصف قرن من الزمن على الأقل!
خلال الندوة التى عقدت بمركز بارايلان للإبحاث الأستراتبجية التابع لجامعة بارايلان الإسرائيلية في ٢٠ مايو ١٩٩٢، تحت عنوان الموقف الإسرائيلي من الجماعات الإثنية والطائفية فى منطقة الشرق الأوسط وطموحاتها وتطلعاتها الأستقلالية، تم مناقشة أحد عشر بحثا، كشفت عناوينها التسلسل الزمني والتطبيقي للمخطط، وجاءت على النحو التالي :
١) تأييد إسرائيل للنزعات الأنفصالية للجماعات العرقية، والأثنية، والإعتبارات الكامنة وراءه.
٢) حرب الخليج هل أنهت تقسيم لبنان؟
٣) دعم إسرائيل للحركة الكردية قبل وبعد حرب الخليج.
٤) ثورة الشيعة فى جنوب العراق أثناء حرب الخليج.
٥) سوريا هل ستبقى موحدة فى ظل أنتعاش الأتجاهات الأنفصالية فى المنطقة والعالم.
٦) إسرائيل ونضال جنوب السودان من أجل الأستقلال والحرية.
٧) الأستقطاب بين المسلمين والأقباط فى مصر ( ولكن فشلت المحاولة مع الأقباط عقب تفجيرات كنيسة القديسين، فتم دعم جماعة الأخوان والجماعات التكفيرية، والجماعات الأرهابية فى سيناء وتصدي الجيش المصري للمخطط).
٨) إسرائيل ونضال البربر فى شمال إفريقيا.
٩) الشيعة فى أقطار الخليج السعودية، البحرين، الكويت، الإمارات، قطر، هل يثورون كما ثارت شيعة لبنان؟؟ ( ونجح شيعة البحرين فى هز استقرار البحرين لولا المملكة العربية السعودية).
١٠) إسرائيل ودول الجوار فى إفريقيا إثيوبيا، تشاد، السنغال.
١١) العلاقات بين إسرائيل ودول الجوار المحيطة بالعالم العربي ( تركيا _ إيران _ إثيوبيا)، وهى الدول التى سخرتها إسرائيل لتنفيذ مخططاتها التهديدات التركية لمصر، وتدخلها فى العراق، وسوريا، وليبيا، والدور الإيراني فى العراق، وسوريا، واليمن، والبحرين، وتهديد دول الخليج العربي السعودية، والإمارات، أما إثيوبيا دورها فى تهديد الأمن القومي المصري بمشروع سد النهضة كما فعلت تركيا بالعراق وسوريا!
وكانت البداية فى العراق الدولة الغنية بالنفط في ٢٠٠٣، فكانت هى الخطة المضمونة لتحقيق أهداف إسرائيل، حيث أن تفتيت العراق هو الأكثر أهمية لتقوم ثلاث دول أو أكثر دينية وإثنية حول المدن العراقية الرئيسية البصرة، بغداد، الموصل، هو هدف إسرائيلي لحدودها الشرقية على المدى البعيد..وأن شبة الجزيرة العربية مرشح طبيعى للأنهيار، فلا يمكن ضمان بقاء إسرائيل إلا بمثل هذا التفكيك، ويجب من الآن فصاعدا بعثرة السكان، هذا دافع إستراتيجي فإذا لم يحدث فليس بأستطاعتنا البقاء مهما كانت الحدود!!
وللحديث بقية فى حلقات مسلسلة حتى نصل إلى منطقة شرق المتوسط وملف الغاز الطبيعى والمخطط الإسرائيلي.