الكاتب : د أحمد هندي |
03:21 pm 15/02/2021
| رأي
| 1829
لن يعود العالم إلى سابق عهده بعد أن عصفت جائحة كورونا بأولويات الدول الكبرى والنامية على حد سواء، وعدم قدرتهم على مواجهة هذه الجائحة والتنبؤ بها مستقبلاً، وهو ما أثبتته تداعيات جائحة كورونا عدم قدرة الدول على وضع مسارات للأحداث حول العالم، وعدم أستيعاب التحولات المفاجئة والأستثنائية التى تشهدها كافة دول العالم.
على مدار العام الماضي الأنطباعات والآثار السلبية للجائحة وتأثيرها على مستويات الثقة بين الشعوب والنظم الصحية سواء منظمة الصحة العالمية او النظم الصحية الداخلية في كافة الدول، حيث ترتب على الجائحة آثار نفسية، ومعنوية، وبدنية، وعقلية، نتيجة تفشي الفيروس وأنتشاره في ظل عدم توفر اللقاح وعدم الأعتياد على التدابير الأحترازية!
التدابير الأحترازية والتعويل على وعي الفرد ودوره في تحمل مسئوليته فى مواجهة الفيروس للوقاية منه، سواء بإرتداء الكمامة، أو التباعد الإجتماعي، والالتزام بالأجراءات الأحترازية الخاصة بالنظافة والعادات الصحية، إلا أن الأشخاص مع طول وقت الجائحة أصابهم الأرهاق والممل وهو ما أدى إلى تراخيهم فى الألتزام بالأجراءات الأحترازية.
فالملاحظ من رصد الحالة العامة للأفراد في تعاملهم مع الجائحة، حالة من التراخي المتزايد في الألتزام بالأجراءات الأحترازية من ناحية، نتيجة التكلفة المادية للاجراءات والآثار النفسية والمعنوية للألتزام بهذه الإجراءات، وهو مايعني أن حجم الآثار الأقتصادية، والأجتماعية، والنفسية، كانت شديدة الشراسة والقسوة.!
ومع نجاح الشركات الدوائية العالمية في أمريكا وإنجلترا والصين وروسيا في أكتشاف لقاحات للفيروس، تصارعت الدول الغنية للأستحواذ على جزء كبير من الإمدادات المتاحة للقاحات فيروس كورونا، بعد ابرام أتفاقيات الحجز والشراء المسبق التى قامت بها الدول الكبرى، وهو ما أدى إلى ضعف فرص الدول المتوسطة والمنخفضة فى شراء كميات من اللقاح من أجل التلقيح العام للفئات الأولى بالتلقيح مثل كبار السن، والاطقم الطبية، واتاحته بشكل أمن للجميع.
فلم تلتزم الدول الكبرى بأتفاقية كوفاكس التى أنشاتها منظمة الصحة العالمية بهدف تسريع الوصول العادل والمتكافئ للقاح كورونا لكافة دول العالم.
فقد تسببت صفقات الحجز والشراء المسبق من جانب ٥٠ دولة، الذين حجزوا ١.١ مليار جرعة من اللقاحات المنتجة من جانب الشركات، فكان نصيب الولايات المتحدة الأمريكية منها ٦٠٠ مليون جرعة، والباقي تم توزيعهم على اليابان، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، وهو مايعني عدم تحقق عدالة توزيع اللقاح بين الدول طبقا بأتفاقية كوفاكس الموقع عليها من جانب ١٨٤ دولة، إلا أن الدول الكبرى لم تلتزم بها!
فقد تصرفت الدول الكبرى بأنانية فى التعامل مع لقاح كورونا، وتغليب مصلحتهم على حساب الدول النامية الفقيرة، حيث افرزت جائحة كورونا صورة من الأنانية المفرطة، واللامبالاة وعدم الأهتمام بالآخرين، سواء فيما يتعلق بحاجاتهم الصحية أو رغبتهم في البقاء، ووصول اللقاح لكافة الدول النامية والفقيرة وفقا لأتفافية كوفاكس.
ورغم كل ذلك إلا أن الدولة المصرية كان لديها القدرة على التصدي لفيروس كورونا، وتجاوزها لأخطر تداعياته وهو الحفاظ على الأستقرار الأقتصادي، وهو ما أعلنته كافة المؤسسات الأقتصادية العالمية أن مصر هي الدولة الوحيدة التى تحسن أقتصادها خلال ٢٠٢٠، رغم تداعيات أزمة كورونا وهو مايعني القدرة على توفير اللقاحات والتعامل مع كافة تداعيات الازمة من خلال رؤية وطنية واضحة.