الكاتب : دينا عبدالكريم |
09:08 am 14/02/2021
| رأي
| 2106
جيد أن هناك عيدًا للحب وعيدا للصداقة، نحتاج عيدًا آخر للحياة، وعيدًا آخر للخير وعيدًا للوعى، نحتاج أن نحتفظ فى ذاكرتنا ببضعة أعياد شخصية أخرى.
عيد فى ذلك اليوم الذى اكتشفنا فيه أن الهدوء أجمل من الصخب.. وأن الرضا أجمل من الامتلاك.. عيد لذلك اليوم الذى صلينا ولأول مرة نشعر أن السماء قريبة وأننا لسنا وحدنا.. فتحولت العبادة إلى علاقة، والفرض إلى لقاء والطقوس إلى استنارة.
عيد لذلك اليوم الذى وجدنا فيه شخصًا اكتملنا بحضوره، وذلك اليوم الذى وجدنا فيه أصدقاء يحبوننا رغم عيوبنا، وعيد لذلك اليوم الذى تعافينا فيه من جرح عميق وغائر.. وشفينا بالتمام حتى لم يعد يؤلم.
لو كانت هناك فرصة لتدوين كل تلك الأيام المميزة لصارت كل أيامنا عيدًا.. لكن يبدو أن عيدًا للحب هو مناسبة جيدة لاختزال كل تلك المناسبات السعيدة فى يوم كبير للامتنان.. نمتن فيه لكل تلك الأوقات التى لولاها لما أصبحنا ما نحن عليه.
الحب يجعل منا أشخاصا أفضل.. يهذب أرواحنا ويرتقى بردود أفعالنا.. من يُحِب يقتحم الحياة بقوة بغير خوف فالمحبة تطرد الخوف خارجًا.. من يُحَب لا يحتاج إلى أن يتجمل ويختبئ خوفا من الماديات فهو محبوب ومطمئن.
الحب فعل إيمانى عميق.. يسمو بأصحابه عن الصغائر فلا يعودون يتعثرون فى الطريق بكلمة عابرة من هنا، أو وعد زائف أو شكوك خانقة.. الحب إيمان بآخر.. حد الذوبان فيه.. لكنه، رغم كل هذا، مكلف ولا يقدر على ثمنه سوى الأقوياء!.. يقولون الحب للشجعان.. وأقول الحب للأقوياء.. تحتاج لاثنين حتى تحب وتحتاج لاثنين حتى تنجح فى الحفاظ عليه.
نشكو من الناس ومن العلاقات ومن العمل ومن الزيجات لأننا نسير فى طرقنا.. فقراء.. بلا حب ولا قوة على احتمال ثمنه.
لو كان هناك قرار يجب أن تتخذه فى يوم كهذا سواء كنت من هؤلاء الذين لديهم (علاقة حب) بمعناها المعروف أو ممن يتمنون ذلك، فهو أن (تحب) من كل قلبك وبكل قدرتك.. وأن تتوقف قليلا عن الاستماع إلى مروجى الكراهية ومحبى قطع العلاقات.. فالعلاقات الإنسانية.. كل العلاقات تتسع لحب يطوى نقائصها ويحتمل عيوبها ويحملها حين تنقطع بها السبل لاستمرار السير.
وأحبوا...