أوعى تفتكر في يوم ان الشطارة والإجتهاد تعمل منك كبير في مكان او تخصصك في مجال يميزك عن باقي الزملاء ،حتى اللي حفظته في كتاب المطالعة زمان "من جد وجد ومن زرع حصد" ..ده كلام في الحقيقة عنب على عناب...وده مش احباط او دعوة للاكتئاب دي حقيقة واضحة كاملة الأركان ،واكبر دليل على صدق الكلام أحكيلك حكاية الكنتيسة ... كاتمة الأسرار، اللي دخلت زمان مكان بيقولو عليه في المجال انه صرح عملاق ..!
وامل لأي واحد انه يكون من أعضاء المكان، يمكن علشان تخصصه في التصميمات او لشكل مبناه الجميل اللي من بره شيك ومن جوه مليان لعابيك ..!
ودخلت الكنتيسة من ضمن فريق المُفتري اللي مسك المكان ،وده اللي وصفوه بيه زمان اصحاب المكان ،اصل نقله كان عقاب في صورة تكريم ..وكالمعتاد فرّغ طاقة الغضب في أهل المكان مستخدماً مجموعة من الأدوات لبث روح العكننة في كل الإدارات أولها نقل ملف بتاعة اللغات للمكان بدرجة اكبر بكتير من مكانها اللي كانت فيه وأساسي لا يتناسب أبداً مع هذه المؤهلات ..وكعادة أهل المكان رغم رفضهم لدرجة تعيينها ومخالفتها للوائح المكان الا انهم اتربو من زمان ان الكبير اوامره تتنفذ في الحال ..وركبت الكونتيسة كل الموجودين وهبشت كل المميزات من عربيّات على بدلات وقروض اسكان على احسان ...بالتقسيط المريح على عشر سنين ...ومن كتر سيطرتها في المكان وتحكمها في القرارات اصبح تاريخ ميلادها محفور في الاذهان وأطلقوا عليه"يوم القرابين العظيم" وكل برغوت على قد دمه بداية من التورته والجاتوه اللي بيتبعتو على البيت لحد الخواتم والسلاسل الدهب تتقدم لها في المكتب من طلعة النهار وكل ما الجرام زاد تزيد معاه الاستثناءات ..وكل ما تظبط الاداء الكنتيسة تظبطلك القرار فممكن تطلع فوق او تنزل تحت حسب المزاج ...اما الأعياد ده كان موسم توريد الخرفان ..تيجي من الفيوم تتعاين عند المبنى العظيم وتتسلم في البيت ومعاها الجزار..!
تضيف على كل اللي فات ترقية الكنتيسة وحصولها على اعلى علاوات ...وتبقى بتاعة اللغات اصغر مدير عام في المكان واللي بنفس خبرتها وتخصص تصميمات واداؤه ممتاز مدير ادارة في المكان ...وتعدي الأيام والراجل الكبير اللي دخل يصفي حسابات يطلع له قرار بالنقل من المكان فتطلب الكنتيسة انها تمسك ادارة المفروض كل اللي فيها يبقى تخصص حسابات .
وكالمعتاد الكبير يطلع قرار ان الهانم تخصص اللغات تبقى مسئولة عن ادارة المحاسبة والحسابات ..والدنيا هاجت ورفضو القرار وابتدت الشكاوي تتبعت لكل مكان فصدر فرمان من البيت الكبير بإلغاء القرار واتقال كفاية عليها مدير عام ده في زملاء بنفس المؤهلات والخبرات واشطر منها كمان .... لسه رؤساء أقسام...واتلغى قرار الحسابات بس فضلت مدير عام ...وبعد ما اتنقل الكبير من المكان صمم زملائها اللي كانو زمان بيقدمولها الدهب والخرفان انهم يضربوها في الجراج ماهي ياما حرقت دمهم زمان...ورغم كل اللي فات من لخبطة وترقيات عنب على عناب فِضلت الكنتيسة ام حسنات كاتمة الأسرار في المكان متمتعه بكل المميزات ان كانت بدلات او مكافآت ولما تسأل على اعلى مرتب دلوقتي في المكان تبقى الإجابة مرتب الكنتيسة بتاعة اللغات.
وبدون مبالغة او تضخيم مرتبها دلوقتي يقارب مرتب الكبيييير...!
وفِي النهاية سُكْ على كتاب المطالعة بتاع زمان واتعلم من الكنتيسة ازاي من غير الشطارة والاجتهاد .... تبقى كبير في كل مكان!!!
