للاعلان

Mon,25 Nov 2024

عثمان علام

سمر مرتجي تكتب: روعة الممنوح وزائف الممنوع

سمر مرتجي تكتب: روعة الممنوح وزائف الممنوع

04:05 pm 09/02/2021

| رأي

| 2231


أقرأ أيضا: Test

-"النهاردة فيه ماتش مهم جداً ياسمر عايز ألحق أتفرج عليه فاضله ساعتين"
كلمات قالها زوچي الغالي و نحن في السيارة عائدين إلى المنزل  تمهيداً لحالة الطوارئ التي ستُعلن فور  وصولنا  إستعداداً و تأهباً لمشاهدة المباراة المزعومة الأهمية
-"عُلِم يافندم و جاري التنفيذ إحنا بس نوصل أدخل انت استعد بطقوسك علشان تتفرج وأنا حأجهزلك الأكل"
وهاأنا بهذة الكلمات أُغلق عليه چميع محاور تأهبه النفسي لإختلاق أي مشكلة.


وما إن وصلنا حتى انطلق مسرعاً إلى التلفزيون فاتحاً إياه استعداداً لل.....
وحدث مالم يكن في الحسبان ،لا يوچد إرسال هناك عُطْل في الوصلات 
"ياللمأساة"(بصوت عميد المسرح يوسف بك وهبي)"مأساة على دماغي ودماغ جميع  المخلوقات التي تسكن هذا البيت"

-"ده كلام ياجماعة ،أنا كنت مستني أتفرج عليه ،ده أنا عامل حسابي....هاتولي التليفون أكلم فني التوصيلات"
(الحمد لله عُرَب و نفس و قوة صوت زوجي في غناء قصيدة الغضب تعادل عُرَب و نفس وقوة صوت سيدة الغناء العربي في غناء قصيدة بين الأطلال)
وأُعلِنَت حالة الحرب ؛زوجي يُحادث الفني و يستدعيه سريعاً لإجراء عملية التصليح ويصل طبيب الوصلة وتبدأ العملية ومابين صعود وهبوط بين طوابق البناية والتأكد من الوصلة يميناً وربط الوصلة يساراً والعرق يتصبب من چبين  فريق الإنقاذ (زوجي والفني)تتوچ وتُكَلل العملية بالنچاح 
تم إصلاح الوصلة وعودة الإرسال -أحمدك يارب-

ولكن "فات الميعاد"-عذراً للأغنية- 
ميعاد الماتش فات
وبينما زوچي ضارباً كفاً على كف ومستعوضاً الله في مشاهدة المباراة ،إذا بإبني الصغير يخرچ من غرفته يرتدي هدوئه -بروده-قائلاً لوالده:
-"يابابا الماتش بكرة مش النهاردة هو انت دايما كدة بتلخبط في التواريخ"
وماإن يسمع زوچي ضناه حتى يهتف"بجد...بجد يامحمد ...حبيبي يامحمد" ويحمله فرحاً به كأنه توچ أول الچمهورية في شهادة الثانوية العامة(صبرني يااارب)
ويأتي غداً  ، ويأتي موعد المباراة  و إذا بزوچي لا يُعير الأمر إهتماماً ،ويُثيرني  لا مبالاة اليوم في مواچهة عملية إنقاذ البارحة فأذهب إليه سائلة:
-"إيه النظام ياباشا  فين طقوسك؟مش حاتشوف الماتش؟!"
-"بصراحة ياسمر غالباً لا ، ماليش مزاج، وكدة كدة  ممكن أشوف الإعادة ماالتلفزيون خلاص اتصلح"
-"ياااااارب عوضني عوض الصابرين"طبعاً قائلة إياها في أعماق أعماق سريرتي
حقاً صدق الموقف القول ، فالبشر لا يُدركون قيمة ما يملكون إلا عندما تخلو منه الأيادي
لا تُدرك العين قيمة الضوء إلا عند انقطاعه
لا تُدرك شفاهُنا قيمة رشفة الماء إلا عند انتظارنا لأذان المغرب في رمضان
فكل ممنوع فيه مرغوب وكل مافي اليد عنه مغفول

لاتتركوا المغفول عنه إرضاءاً للمرغوب فيه، فزائف الممنوع يفقدكم روعة الممنوح


تعرفوا الماتش خلص كاااام؟؟؟؟؟؟؟

أقرأ أيضا: توقيع اتفاقيتين للمساهمة المجتمعية لقطاع البترول في دعم الرعاية الصحية بمطروح وبورسعيد

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟