الكاتب : د أحمد هندي |
03:23 pm 30/01/2021
| رأي
| 2521
الإدارة هي فن قيادة المرءوسين، تحقيقا للأهداف الموضوعة والقدرة على الأسهام فى تشكيل السياسات، وصنع القرار، وهو مايتطلب من القيادة الإدارية أن تتمتع بالفكر المتجدد الخلاق، الفكر الذى يتخذ من المبادرة وزمام المبادأة شعارا ومسلكا، ليصوغ ويصمم برامج التغيير ليحدث التغيير بشكل يحقق التنمية المستدامة.
القائد الأداري هو محور التنظيم الأداري فهو رأس التنظيم، وهو صانع القرار، ومخطط السياسات، فهو رأس العملية الإدارية التى يدور عليها النجاح أو الفشل، فهو القادر على الأبتكار، وبث الروح البناءة، وغرس الولاء والأنتماء والقيم المعنوية..
القائد الناجح هو من يلتحم مع العاملين ليجعل من قيم الإخلاص والنصيحة والأنضباط، والجودة والأتقان، آليات ووسائل لتحقيق المصلحة العامة للجميع سواء للفرد أو الجماعة أو الوطن!
القائد الأداري الناجح هو الذي يقوم بتقسيم العمل، ويعتمد التخصص، ويسند العمل إلى من يصلح له والقادر عليه، وأن يمارس كل عامل أختصاصاته بنفسه، ولن يحدث ذلك إلا بالأنخراط في مواقع العمل، وأن يباشر القائد وظيفته بنفسه، وينتقل إلى ميادين ومواقع العمل على أرض الواقع، ليتعرف بنفسه على مواطن الخلل، وأن يسمع من العمال كل صغيرة وكبيرة، فلا يجوز أن تكون وسيلته الوحيدة للتعرف على سير العمل التقارير التى يرفعها إليه المساعدين والمرؤسين سواء مكتوبة أو شفوية وما أسوء التقارير الشفوية التى يتم رفعها له عن طريق من يفوضهم فى أختصاصاته لأنه لايغادر مكتبه، فكل علاقته بالأدارة تقارير ورقية وشفوية يعيش في برج مكيف الهواء!
القائد الأداري الناجح هو روح المكان الذى يرأسه فهو ليس مجرد رئيس شرفي للمنشاة، بل هو مفتاح النجاح والمسئول عن سلامة التنظيم الأداري وإدارة الأعمال، وحثه للعاملين على الإنجاز بحماس وكفاءة، ولن يكون ذلك إلا بأن يكون هو الموجه والمنسق والمراقب لأعمال الآخرين، وأن يمارس نفوذه وإشرافه على مرءوسيه، والتواصل معهم والتفاعل معهم بحيث يعمل الجميع في تناغم وتناسق، لينمي بينهم العمل بروح الفريق الواحد!
وهذا يطلب منه تنمية الموارد البشرية، َوالأرتقاء بالعنصر البشري فبدونه لاتتحقق تنمية على الإطلاق، وسبيله في ذلك حسن تربية العامل، والعمل على إعداده وتأهيله بما يمكنه من أستعداده لأداء العمل المنوط به، وأهليته في القيام بمتطلباته، منجزا أهدافه!
القائد الأداري الناجح هو من يضع نصب عينيه الأرتقاء بالوظيفة الإدارية على مستوى التنظيم الذي يرأسه، على النحو الذي يقلل من السلبيات والتخلص من العيوب، وأن يبتكر الأساليب والحلول الفعالة لبلوغ الأهداف الموضوعة، َوترشيد الجهود وضبطها، ََوتوزيع الأعمال على مستحقيها، لأنضباط العملية الإدارية والعدالة في أدائها!
لذا يجب أن يضع القائد الأداري بأعتباره رأس التنظيم الأداري في أي مؤسسة أو منشأة وهو يختار القيادات العليا، يجب أن يضع عناصر تقيمية موضوعية بعيدة عن التقييم الشخصي، مثل الكفاءة والجدارة لتولي الوظيفة التنفيذية الأشرفية، القدرة على العمل بروح الفريق، القدرة على إدارة الأزمات والمواقف والحوادث الطارئة، َوالقدرة، والقدرة على الأبتكار في ترقية العمل!
فيجب أن يكون لكل قائد إداري صحيفة أدارية، توضح أنه يعتنق بعض المقومات والتي منها على سبيل المثال لا الحصر، يتمتع بالقيم الأخلاقية والمبادئ والروح الإنسانية في التعامل مع العاملين، والرقابة الضميرية، والمحاسبة الذاتية، من أجل تعظيم الأنتاج والربح المالي..
الملاحظ أن النصوص الإدارية لم تعد كافية وحدها للنجاح بدون مقومات ومبادئ أخلاقية، حيث أن الأعتماد على الرقابة المادية، والأجزية القانونية والتأديببة، كوسيلة لإجبار العاملين على حسن أداء أعمالهم، وأنصباط مسلكهم، فشلت فشلا ذريعا نتيجة أستغلال الثغرات، والتحايل على القرارات، فلم تعد رقابة الأجهزة الرقابية المختلفة قادرة على سد الثغرات وسهولة الأفلات منها، بالرغم من الأعباء المالية الضخمة التى تتكلفها الخزينة العامة للدولة والتى تحصل عليها هذه الأجهزة، والتى عجزت عن كسب الثقة فيها!!!
عجزت الثقة فقد يخون الأمين ويغش الناصح نتيجة الأختيارات التى لا علاقة لها بعلم أو فن الإدارة.
والمراجعة واجبة من القيادات الإدارية الناجحة، والتي عليها إعادة النظر في المنظومة الإدارية، وأسناد المناصب العليا التنفيذية لكل من يتمتع بالعلم والفن معا!!