08:48 am 25/01/2021
| رأي
| 2352
في زحام الحياة قد نضيع من أنفسنا، قد نبحث بين الوجوه عمن يدعمنا، وقد يطول البحث ولا نجد بجوارنا من يستطيع القيام بهذا الدور، ويستمر البحث أحياناً دون جدوي، في حين ان كل ما تحتاج اليه هو "ذاتك" -ليس أكثر - نعم "ذاتك" التي تتحدث إليك كثيراً دون ان تسمعها، تَشُد من أزرك، تقف معك، تخاف عليك، وتحبك بلا غرض أو هدف.
وحتى يتمكن الإنسان من معرفة ذاته يجب عليه أن يحبها دون أنانية، فحب الذات يجعلك قادراً على أن تقدم الأفضل وأن تتخلص من سلبياتك وينتج عن ذلك القدرة علي حب الآخرين، ولكي نسمو بأنفسنا يا صديقي فعليك ان تعتزل العالم لوهلة قصيرة، وان تسأل نفسك أسئلة كبيرة، لترسم خطك الجديد النابع من شغفك وحبك، فلتعش مشاعرك مهما كانت ولتتذكر انه لاتوجد مواقف سلبية أو إيجابية، بل ردود أفعالك وتعاملك مع تلك المواقف هو السلبي او الإيجابي، فلا تنظر للماضي أبداً، وان زارتك الذكريات، تقبلها، وأحسن ضيافتها وأنهها فوراً، فلا تهدر الآتي بالتعلق بالماضي، فلو كان خيراً لبقي -نعم- لو كان خيراً لما وجد له مقعداً في قطار الذكريات وما ترجل عند أول توقف ورحل دون رجعه غير مأسوف عليه.
الطريق ليس سهلاً ولحظات الخروج من عنق الزجاجة هي الأصعب في ذلك الطريق، ولكنها قد تكون الأمتع رغم صعوبتها، لذا سأطلب منك شيئاً : لا تكن أنت أشد أعدائك، ولا تتحالف مع الدهر علي قلبك، تقبل أحداث الدنيا مهما كانت، وتعلم منها وأثقل بها ذاتك وان ثقلت أحمالك، خذ إستراحة قصيرة وأبدأ بداية جديدة واستمر في الصعود مجدداً لاعتلاء قمة جديدة، فاعتلاء القمم متعة لاتضاهيها متعة أخري.