المقصود بالوظيفة العامة هى كل وظيفة حكومية أو فى الجهاز الإدارى بالدولة ، والموظف العام هو كل من يعمل فى وظيفة أو عمل عام ،والأمانة من أنبل الصفات والفضائل وأعز المآثر, ومن الأخلاق الفاضلة وهى أصل من أصول الديانات والتى ينال
بها المرء الثقة والإعجاب والنجاح والفوز فى الدنيا والآخرة وكفى الأمانة شرفاً مدح الله لها ولمن تحلى بها فقال تعالى ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) وقول النبى صلى الله عليه وسلم ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) والأمانة لا فرق فيها بين حاكم أو محكوم ، فهى شرف للجميع ،ومفتاح كل تقدم.
ومن أهم الأمانات هى الأمانة فى الأعمال والوظائف العامة ، فليس من الأمانة ذلك المدير الذى يتأخر عن عمله فتتعطل المصالح أو ذلك المهندس الذى لا يؤدى عمله بإتقان أو ذلك المصنع الذى لا يلتزم بمعايير الجودة فى منتجاته و الطبيب الجشع الذى لا يهمه الا تحصيل الأموال دون النظر الى الجانب الإنسانى ، ولعلنا لا ننسى ذلك المسئول وصاحب المنصب الذى لا يأتى إلا متأخراً إلى مكتبه و يحتجب طوال اليوم عن عماله الذى يترأسهم
وكم نرى ونسمع عن الإعتداء على المال العام وإتلاف الممتلكات دون وجه حق فأين الأمانة إذن ؟ وكم نسمع عن هؤلاء الذين يعملون على تعطيل مسيرة العمل على المستوى الوظيفى والذى يؤدى بدوره الى الى الخلل فى منظومة العمل وإنجازه على مستوى الدولة، وأقسى أنواع عدم الامانة فى الوظيفة العامة هو قيام المسئول بعدم انصاف العامل المجتهد لخلاف شخصى او لأنه ليس على هواه ، او يرسل فيه تقرير يتهمه فيه بما ليس فيه فيدمر مستقبله ومستقبل أسرته
وقد أجمع خبراء الإدارة على أن العلاقة بين الموظف العام وجهة عمله علاقة تنظيمية ، وهو ما معناه ان الموظف بعد التحاقه بالوظيفة العامة فعليه حقوق وواجبات حددها القانون ويتقاضى أجراً فى مقابل أداء أعباء الوظيفة فحتى يستحق الموظف راتبه ويحصل عليه حلالاً طيباً فعليه أن يؤدى ما عليه من واجباته الوظيفية بموجب مبدأ (أن الوظيفة العامة أمانة وعطاء)، فتحقيق الأمانة فى الوظائف العامة يؤدى الى زيادة الإنتماء وتعميقه لدى جموع العاملين حتى تنهض مصرنا الغالية بجهود أبنائها المخلصين .
وعلينا جميعاً أن ندرك معنى الأمانة بمدلولها الواسع وما يتفرع منها فى كل نواحى الحياة ولا ننسى قوله تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَة عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ}.
